شارك

كان شابا ذا شعر ناعم ومصفف، يرتدي تي شيرت ذي ماركة عالمية، يبدو مهتما بنفسه حتى تظنه مصمم أزياء، وليس جهاديا يريد التضحية بحياته في الحرب التي تشهدها سوريا، هكذا استهلت موقع “ساينس مونيتور” تقريرها حول الدور الذي تلعبه إيران لتجنيد الشيعة في ميليشياتها التي تحارب في سوريا لمساندة نظام الرئيس بشار الأسد.

وذكرت الموقع الأمريكي أن الشاب الأفغاني كان يريد أن يترك بلاده لأسباب شخصية، إلا أن الأشخاص الذين سهلوا رحلته إلى خارج بلاده ذهبوا به إلى العاصمة الإيرانية طهران، ربما ليطلبوا منه المقابل، باعتباره فرصة لتجنيد مقاتل جديد في صفوف الميليشيات الشيعية التي تقاتل على الأراضي السورية.

حرب دينية

ضغوط كبيرة واجهها الشاب الأفغاني، إذ يزوره مسؤولون عن تجنيد “المجاهدين” في إيران بصورة يومية لإقناعه باللحاق بميليشيات شيعية أفغانية، موالية لطهران، تحارب في سوريا، بحسب الموقع، مقابل أن يفوز بحياة أفضل، وهي الضغوط التي أتت بثمارها إذ رضخ الشاب في النهاية لمطالبهم ليبدأ صفحة جديدة في حياته ربما لم يكن يخطط لها من الأساس.

“سوف نرسلك إلى سوريا، وعندما تعود سوف تحصل على جواز سفر إيراني ومنزل وأموال طائلة،” هكذا قالوا للفتى الأفغاني، الذي لم يتعد 21 عاما، بعد وصوله لطهران، هكذا يقول “ساينس مونيتور”، إلا أن المحور الرئيسي لحوارهم معه كان يدور في الأساس حول أن الحرب في سوريا هي في الأصل حرب دينية.

ليس سرا

يقول الموقع أن قصة الشاب الأفغاني ليست إلا واحدة فقط بين العديد من القصص الأخرى المشابهة في مدينة “هرات” الأفغانية، والتي تعد أحد أهم معاقل الشيعة في أفغانستان، لتسلط الضوء على المدى الذي وصلت إليه الدولة الفارسية من أجل نشر أكبر عدد من المرتزقة الأفغان، الذين ينتمون إلى المذهب الشيعي في سوريا، وذلك إلى جانب قوات الحرس الثوري التي تلعب دورا كبيرا هناك وميليشيات حزب الله اللبناني.

توجه الحكومة الإيرانية نحو استخدام الشيعة الأفغان في الحرب التي تشهدها سوريا لم يعد سرا، بل معلن إلى حد كبير في الداخل الإيراني، بحسب الموقع المهتم بالشئون الدولية، ولعل الدليل على ذلك هو اللقاء الذي أجراه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أية الله علي خامنئي في طهران مع أسر القتلى الأفغان الذين لقوا حتفهم في سوريا مارس الماضي، وأشاد بجهودهم معربا عن دعمه لأسرهم.

أحلام ومخاوف

وتناول “ساينس مونيتور” الأسباب التي تدفع قطاعا كبيرا من المقاتلين الأفغان للاشتراك في تلك الحرب الضروس، موضحا أن جزءا منهم يذهب إلى الحرب لأسباب دينية، بدعوى حماية المزارات الشيعية المتواجدة على الأراضي السورية، بينما جزء آخر منهم يذهب لأجل المال، بسبب الظروف الاقتصادية المتدنية التي يعانوها في المرحلة الراهنة، إذ يتقاضى المقاتل حوالي 700 دولار شهريا، في حين أن فريقا ثالثا يذهب طمعا في مستقبل أفضل على أمل أن يفي مسؤولو طهران بوعودهم، حال بقائهم على قيد الحياة.

وأوضح الموقع أن جزءا آخر من المقاتلين الأفغان يأتون من داخل إيران، ويذهبون للقتال في سوريا طواعية؛ خوفا من التنكيل بهم إذا لم يرضخوا لأوامر الانضمام للميليشيات الشيعية هناك، موضحا أن جزءا كبير من الجالية الأفغانية في طهران قد انتقلت للعيش في الأراضي الإيرانية بصورة غير شرعية، وبالتالي سوف يواجهون إما الترحيل إلى بلادهم أو البطش والتنكيل في إيران، وبالتالي لا يجدون سبيلا سوى الاستجابة لمطالب القادة الإيرانيين.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.