قيصر حامد مطاوع: صوت الجبير لا يكفي وحده

قيصر حامد مطاوع: صوت الجبير لا يكفي وحده

شارك

تتعرض المملكة لهجمة شرسة خلال الفترة الراهنة في وسائل الإعلام في العديد من الدول، خصوصاً في الدول الغربية، والتي تحاول تشويه صورة المملكة لمواقفها الحازمة في المنطقة.

وهذا الحملات المكثفة ضد المملكة ليست جديدة، وإنما منذ مدة طويلة، بدأت تقريباً في عام ١٩٧٣م بعد حظر تصدير البترول للدول الغربية، حيث بلغت الحملة الإعلامية والتهديدات مبلغها ضد المملكة. ولم تسلم المملكة من النقد بعد ذلك، حيث أنها كانت تتعرض له بين فترة وأخرى في وسائل الإعلام الغربية، ولكن ليس بالشراسة السابقة؛ إلى أن حدثت الهجمات الإرهابية في ١١ سبتمبر، والتي تعرضت بموجبها المملكة أيضاً لهجوم شرس في وسائل الإعلام الغربية، سواء من اليمين أو اليسار المتطرف، لإلصاق تهمة رعاية الإرهاب بها، حيث كان بعض من نفذ الهجمات من المملكة. وإن كانت الهجمات الإعلامية لم تتوقف ضد المملكة خلال الفترة الماضية، ولكنها خلال الفترة الراهنة زادت بشكل كبير لدورها في الحرب ضد الانقلابيين في اليمن، بشكل خاص، وبمواقفها الحازمة من العديد من قضايا المنطقة، بشكل عام.

بعد أحداث سبتمبر ظهر في وسائل الإعلام الغربية الأستاذ عادل الجبير كمتحدث لبقٍ باسم السفارة السعودية في واشنطن، ليتحدث بلغة إنجليزية ممتازة وبإجابات على الأسئلة المطروحة من قبل المذيعين والصحفيين بشكل مهني مرتب، لتفنيد تهم دعم الإرهاب ضد المملكة. وقد استمر الجبير على نفس النهج بعد توليه منصبه كسفير للمملكة في واشنطن في الظهور الإعلامي، حتى أصبح الوجه الوحيد المألوف في وسائل الإعلام الأمريكية للدفاع عن وجهة نظر المملكة. واليوم يقوم الجبير بصفته وزيراً للخارجية بذات المهمة في الظهور في وسائل الإعلام العالمية للدفاع عن المملكة في مواقفها الحازمة في المنطقة.

وإن كان هناك جهود حثيثة يبذلها معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير لتحسين صورة المملكة في وسائل الإعلام الغربية، إلا أن ذلك لا يكفي وحده في مواجهة الكم الهائل من الهجمات اليومية التي تتعرض لها المملكة في الخارج، حيث لا يستطيع شخص واحد القيام بذلك. ومن المهم أن يتم مؤازرته بشكل جماعي، وذلك بقيام وزارة الخارجية باختيار فريق عمل متكامل، يضم متحدثين في سفارات المملكة المختلفة، خصوصاً في الدول المهمة، بالإضافة لبعض أعضاء مجلس الشورى والصحفيين، بحيث يتولى الدفاع عن توجهات المملكة في وسائل الإعلام الغربية فريق متكامل، بإجابات ثابتة ومدروسة مسبقاً، ليكون الدفاع عن قضايا المملكة مكثفاً مقارنة بالهجمات اليومية التي تتعرَّض لها.

المملكة تتعرض منذ القدم لهجمات في وسائل الإعلام العالمية، ولم يتم التعامل مع هذا الملف الهام بالشكل المطلوب وتكوين فريق عمل للدفاع عن المملكة في الخارج. وفكرة تكوين فريق عمل، ليست فكرة جديدة ولكنها مطبقة في العديد من الدول، أقربها إسرائيل التي استطاعت أن تقلب مجازرها اليومية في حق الفلسطينيين، إلى دفاع عن النفس ومحاربة الإرهاب وغيره، وذلك يحدث بفريقها الإعلامي الذي يخرج للدفاع عن مجازرها بشكل مكثف في أهم وسائل الإعلام العالمية، وليس عن طريق وزير خارجيتها فقط. بهذه الكثافة في الظهور الإعلامي، استطاعت دولة معتدية كإسرائيل أن تقلب الرأي العام في العديد من الدول الغربية وغيرها في صفها ليصبح الباطل حقاً.. ألا يليق بنا أن نقوم بتكثيف ظهورنا الإعلامي ونحن ندافع عن الحق؟

نقلًا عن “المدينة”

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.