شارك

يبدو أن مصير الأسلحة النووية الأمريكية المخزنة في قاعدة إنجرليك التركية، أصبحت محلا للتساؤل، بعد محاولة الانقلاب العسكري ضد نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، الجمعة، بحسب الكاتب جيفري لويس، في مقال له بمجلة “فورين بوليسي”، مرتئيًا أن تلك الأسلحة لم تعد آمنة في ظل حالة عدم الاستقرار والتدهور التي قد تشهدها العلاقات بين واشنطن وأنقرة مستقبلًا.

ورأى الكاتب الأمريكي- والذي عمل كمدير لبرنامج منع الانتشار النووي لشرق آسيا في مركز “جيمس مارتن”- أن العلاقات الأمريكية التركية ربما تكون “على المحك” خلال الأيام القادمة، مع توقعات بصدام وشيك حول رغبة تركية بتسليم المعارض عبد الله كولن، الأمر الذي سترفضه الإدارة الأمريكية، وهو ما يثير تخوفات كبيرة حول مصير الأسلحة النووية الأمريكية المتواجدة في القاعدة العسكرية التركية.

الأوضاع أيضا في الداخل التركي مثيرة للقلق، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين الحكومة والقيادات العسكرية، بحسب الكاتب المتخصص في الشأن النووي، وهنا يثور التساؤل حول ما إذا كانت فكرة تخزين سلاح نووي في قاعدة جوية، يقودها شخص- ساعد في لحظة ما على قصف برلمان بلاده- هي فكرة حكيمة أم لا؟.

ووصف الكاتب مشهد اقتياد قائد قاعدة إنجرليك من مكان قيادته العسكرية، بـ”المثير للقلق”؛ مرجعًا ذلك إلى أنه يعكس حالة عدم الاستقرار التي تعيشها تركيا حاليًا، بالتزامن مع الهجمات الإرهابية على بعض المدن الأشهر الماضية، بالإضافة إلى الصراع العسكري الذي انغمس فيه الجيش التركي مع الميليشيات الكردية منذ العام الماضي.

ويبقى الأمر الغريب- بحسب الكاتب- فيما يخص الأسلحة النووية الأمريكية في إنجرليك، أنه لا يمكن حملها بطائرة من الطائرات المتواجدة في تركيا، على عكس الدول الأخرى بحلف شمال الأطلسي “ناتو”، إذ يوفر البلد المضيف طائرة لتحمل الأسلحة في أي وقت.

وأشار لويس إلى أنه لا يوجد حاليا ما يمنع واشنطن المتحدة من نقل أسلحتها النووية من تركيا فورا، في ظل الأوضاع المتردية حاليا، كما سبق ونقلتها من اليونان في 2001، عندما اتضح أنها لا تتمتع بحماية كافية.

وردا على من يقولون إن خفض الأسلحة النووية الأمريكية المنتشرة بأعضاء الناتو حاليا “غير مناسب”، في ضوء تدهور العلاقات مع روسيا، يقول الكاتب إنه من الممكن نقلها من تركيا لدول الناتو مثل دول أوروبا القريبة التي شيدت فيها واشنطن مخازن لأسلحتها النووية.

وقال أيضا إنه في الوقت الذي يرى فيه أن نقل هذه الأسلحة من تركيا ربما يثير غضب الشركاء بالشرق الأوسط، لأن هذه الأسلحة تمثل رادعا ضد إيران المجاورة، فإنه يرى أن تركها في أنقرة حاليا “أمرا مخيفا في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد، وهو ما يمثل خطرا بالغا على أمن المنطقة برمتها”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.