شارك

رغم روعة المناطق السياحية في السعودية، إلا أنها ربما لا تحظى باهتمام كبير، سواء من قبل المنظمات الدولية المهتمة بالسياحة أو حتى من حكومة المملكة نفسها، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، وعزت ذلك إلى أن صناعة السياحة ليست أحد المصادر التي تعتمد عليها الرياض في دخلها القومي.

2

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى جزيرة “فارسان” والتي تقع في إقليم جازان، جنوب السعودية، وكذلك منطقة “مدائن صالح”، وهي المناطق التي تعد جاذبة بصورة كبيرة لقطاع كبير من السائحين حول العالم، إلا أن ضعف وسائل المواصلات وكذلك الخدمات السياحية والفندقية تعد أبرز التحديات في هذا الإطار، وهو ما يظهر بوضوح في أعداد السائحين القليلة للغاية التي تقوم بزيارة تلك المناطق.

1

ولعل أهم الأسباب التي تراها الصحيفة الأمريكية وراء إهمال تلك المناطق هو اعتماد الاقتصاد السعودي على تصدير النفط لعقود طويلة من الزمن، باعتباره مصدرا وحيدا للدخل، إلا أن هناك عدة أسباب أخرى، تتمحور أغلبها حول اهتمام المملكة بقطاع السياحة الدينية، باعتبارها تضم أبرز المقدسات الإسلامية، وهو ما يعني أن السياحة تبدو قاصرة بصورة كبيرة على الجانب الديني خلال موسم الحج.

3

وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقريرها أن الحرص الكبير من جانب سلطات المملكة على الهوية الإسلامية، سواء من خلال تطبيق التعاليم الدينية بقدر كبير من الحزم، إذ تفرض عدم تداول الخمور أو تناولها على أراضيها، كما تفرض إغلاق المحال في أوقات الصلاة، كما أن السلطات السعودية على جانب آخر تقطع رؤوس المجرمين أمام العامة، بحسب نيويورك تايمز وهي عوامل من شأنها إبعاد الأجانب عن زيارة المملكة.

ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس لجنة السياحة بالسعودية صلاح البخيت، قوله بأن الذين يحبون التاريخ والثقافة ربما سوف يجدون الكثير على أراضي المملكة مما يثريهم في هذا الإطار، إلا أنه ربما سيكون أمرا مستحيلا أن نرى شواطيء المملكة يوما ما يسير عليها النساء بالبكيني.

4

وأبدت “نيويورك تايمز” استغرابها الشديد من الجمال الذي تحظى به جزيرة “فارسان” على سبيل المثال، في حين أنه لا يوجد بها مطاعم أو مقاهٍ أو محال لتأجير معدات الغطس للراغبين في ذلك من السائحين الأجانب، في ظل الجاذبية الكبيرة التي يتمتع بها شاطئ تلك الجزيرة.

وكذلك “مدائن صالح” فهي منطقة ترجع للعصر النبطي، ربما تحتاج لجهود كبيرة، على الرغم من أنها أفضل حالا من “فارسان”، إلا أن زيارتها يتطلب الحصول على تصريح من السلطات، تقوم بانهاؤه الفنادق، حيث يكون بصحبة السائح مرشدا يتقاضى 800 ريال سعودي في اليوم الواحد، بحسب الصحيفة الأمريكية، موضحة أن المنطقة تشبه في جمالها مدينة البتراء الأردنية والتي تنتمي لنفس العصر النبطي.

5

إلا أن الإهمال يعد أحد أبرز التحديات التي تواجه المكان الأثري الرائع، هكذا تقول “نيويورك تايمز”، موضحة أن ثقوبا أصبحت تشوه جدرانه، بسبب الرصاصات التي تم إطلاقها في أوقات سابقة، وكذلك صور الجرافيتي أصبحت تحتل مناطق واسعة بالمعلم الأثري.

واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول إن غياب الباعة الجائلين أو الدعاة لركوب الجمال أو حتى رجال الشرطة المترجلين لحراسة الأماكن السياحية هو أحد أهم المميزات التي تتسم بها المناطق الأثرية السعودية، إذا ما قورنت بمناطق أخرى، وخاصة مصر.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.