شارك

يبدو أن اعتذار رجب طيب أردوغان عن إسقاط بلاده الطائرة الروسية على الحدود مع سوريا لم يكن أكثر من مراوغة، بحسب مجلة “فورين بوليسي”، مشيرة إلى أن طبيعة الرئيس التركي تكره الاعتذار ربما أكثر من كراهيته الإهانة أو الإساءة إليه، إلا أن حالة الحصار التي تعانيها أنقرة حاليا ربما أجبرته على ذلك.

وذكرت المجلة أن العلاقات الروسية التركية لم تكن في أفضل أحوالها قبل سقوط الطائرة الروسية في نوفمبر الماضي، موضحة أن الخلافات بين الجانبين حول الصراع الذي تشهده سوريا منذ أكثر من خمسة سنوات،  أدت إلى حالة من الفتور، ليزيد التصريح التركي بإسقاط الطائرة الروسية حالة التوتر بين البلدين خلال الأشهر الماضية.

إلا ان توجه أنقرة للتصالح مع روسيا لم تكن الخطوة الوحيدة التي اتخذها أردوغان، هكذا تقول المجلة الأمريكية المهتمة بالشؤون الدولية، حيث تزامن معها تقارب بين تركيا وإسرائيل، وأعلن مسؤولون أتراك عن توصل بلادهم إلى اتفاق مع حكومة نتانياهو من شأنه إعادة العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت بين البلدين منذ عام 2010، عندما اعتدت إسرائيل على سفينة المساعدات التركية “مرمرة” في عام 2010 أثناء محاولتها كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

وأوضحت المجلة أن الاتفاق التركي الإسرائيلي تضمن دفع تل أبيب تعويضات أسر الضحايا الأتراك تصل إلى 20 مليون دولار، ما يعد بمثابة تغيير كبير في السياسة التي تتبناها حكومة أردوغان منذ بداية الأزمة.

الرئيس التركي ربما لم يجد طريقا لإنهاء حالة الحصار التي يعيشها حاليا سوى تقديم مزيد من التنازلات لتحسين علاقته بالدول التي ساءت العلاقات معها، وعلى رأسها روسيا وإسرائيل، هكذا تقول “فورين بوليسي”، وذلك في ظل تنامي التهديدات التي يفرضها تنظيم “داعش” على مختلف دول المنطقة.

وأضافت المجلة أن قرار البرلمان الألماني باعتبار مذابح الأرمن، والتي ارتكبها الأتراك إبان عهد الدولة العثمانية، كان بمثابة منحى مهم في التوجه الجديد الذي تبنته أنقرة مؤخرا، خاصة وأن مثل هذا القرار أدى لتوتر في العلاقات بين أنقرة وبرلين وبالتالي مزيد من العزلة لأردوغان.

وأشارت المجلة إلى أن الاتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في بلاد الأناضول لن يقتصر على ما يبدو على التاريخ، والمتمثل في عصر الدولة العثمانية، إذ رفع مجموعة من المحامين الألمان قضية لاتهام أردوغان بارتكاب جرائم حرب ضد الاكراد خلال الحملة التي يشنها نظامه ضد المجموعات الكردية منذ العام الماضي.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.