غولن: بعض القوميين المتشددين يقفون وراء الأحداث في البلاد

غولن: بعض القوميين المتشددين يقفون وراء الأحداث في البلاد

رويتز

شارك

أكد مؤسس وقائد حركة حزمت التركية فتح الله غولن، في لقاء خاص أجرته قناة العربية معه أمس (الجمعة)، أنه سيحاسب «كل من يثبت تورطه من حركة الخدمة في محاولة الانقلاب»، لكنه أشار إلى أن «بعض القوميين المتشددين يقفون وراء الأحداث» في البلاد.
وأضاف أنه قد كرر مرارا ومنذ فترة طويلة بأن الديموقراطية باتت مطلبا ملحا من قبل الجميع، ولكنه يقف دائماً ضد الانقلابات. وفي الوقت نفسه أشار إلى أنه لا يقف ضد المؤسسة العسكرية كمؤسسة وطنية لها دور مهم في البلاد، وحققت دوراً مهماً في استقلال تركيا وسلامة أراضيها.
ووصف الانقلاب الأخير بالدموي المسرحي المصطنع، وأنه قد خُطط له سلفا، وأن الحكومة تريد استمرار الأمر على هذا النحو واستغلاله أسوأ استغلال.
وقال غولن إنه يجب القبول بأردوغان رئيساً للجمهورية احتراماً لإرادة الشعب الذي انتخبه، «ويمكنني القول إنه رئيس للجمهورية التركية بموجب احترامي للإرادة الشعبية، بغض النظر عن أهليته لهذا الموقع».
ونوه إلى أنه «بعد سيناريو الانقلاب الأخير، وإسكاته لكل صوت معارض، تمكن أخيرا من بسط كافة نفوذه، وبادر إلى اتهامنا بأننا كيان موازٍ وتنظيم إرهابي، واعتقل كل من يعترض طريقه. لقد اعتقل آلافاً من الناس. اعتقل كلَّ من شم فيه رائحة معارضة، وبات يرى ضرورة إسكات كل المعارضين».
وألمح غولن إلى أن الانقلاب تسبب في ضرر كبير لمستقبل الديموقراطية في تركيا، وأضر بالنظام الجمهوري، وأضر بعلاقات تركيا الخارجية، وأضر بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وبمكانة تركيا في حلف النيتو، كما أساء إلى سمعة تركيا في العالم الإسلامي للأسف.
واستطرد غولن بقوله: «واشنطن لن تذعن لطلب تسليمي للحكومة التركية، ولا أظن أن أمريكا يمكن أن تتخذ قراراً خاطئاً مثل هذا وتواجه به الرأي العام العالمي؛ إلا إذا انخدعوا بمثل هذه الادعاءات. لقد أرسلت تركيا أخيراً طلباً لاعتقالي، لكن المحكمة هنا رفضت حسبما ذكر لي الإخوة. كما أن هناك عدداً من الملفات المعروضة الآن أمام العدالة للتحقيق فيها. وبحسب ما ذكره لي بعض الإخوة فإن هذه الملفات لا تحتوي على أي دليل معقول ومعتبر قانونياً. لذلك لا أظن أن الولايات المتحدة ستفرط في سمعة عدالتها».
مضيفاً: «هناك دعوات وجهها لي أخيراً مسؤولون كبار في مصر وبعض دول أمريكا اللاتينية، وسابقا دعاني جيرينوفسكي للسفر إلى روسيا والإقامة فيها. والعالم كله يعلم أن ما وقع في تركيا أخيرا مصطنع ويبدو غير متماسك».
وزاد: «يبدو أن بعض القوميين المتطرفين هم من يقفون وراء هذه الأحداث. وكانت السلطة على علم مسبق بها بدليل الموقف الذي سارعت إلى إبدائه ليلة الانقلاب. وهناك حديث حول ضلوع القيادي اليساري المتطرف دوغو برينتشيك في هذه الأحداث. كما يتحدثون عن اعتقال بعض العناصر من هذا التيار. وإذا كان هناك متورط في محاولة الانقلاب من المتدينين أو ممن يدّعي تعاطفَه معي فهو ضحية للخديعة والتغرير، دفعه القوميون المتطرفون للواجهة، وشجّعوه على المشاركة في الانقلاب موهمين إياه بأن خروجه من أجل الديموقراطية».
وحذر غولن من المشهد الراهن في تركيا واصفاً الحكومة التركية بالغارقة في دوامة من المشكلات دون أن يجدوا لها حلولاً. وقال: «إن إعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وخطابات الود الموجَّهة لها تسير في هذا السياق. ومن قبل كانوا يطلقون ألسنتهم ضد روسيا، لكن عندما غرقوا في المشكلات صاروا يريدون سحب روسيا إلى جانبهم. إضافة إلى وجود مصالح مشتركة بين الطرفين تتعلق بالغاز والبترول ورغبة تركيا في تأمين علاقاتها مع دول وسط آسيا. في رأيي إن لجوءهم إلى روسيا نابع من تورطهم في مأزق لا خلاص منه. أعتقد شخصياً أن الرئيس بوتين شخص ذكي. قد تحبونه أو تكرهونه، وقد تقدرون رأيي حوله أو لا، لكني أظن أنه سيأخذ من السلطة في تركيا ما يحتاجه ثم يستغني عنها، وستواجه تركيا مستقبلا مشكلات وعقبات في إقامة علاقات جدية مع روسيا، وهكذا الوضع مع إسرائيل، لأنه من غير المنطقي الثقة في شخصٍ وصف إسرائيل بالأمس بأنها لا تعرف شيئا سوى القتل، واليوم يصفها بأنها أقرب دولة صديقة».
ووصف غولن المشكلات الراهنة بأنها ستؤدي إلى تفاقم عزلة تركيا عن محيطها، وقد تُفرَض عليها عقوبات بموجب عضويتها في بعض المنظمات الدولية، كالاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي وحلف النيتو. ومن الممكن أن تحدث انشقاقات داخل الحزب الحاكم.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.