عبدالعزيز الخميس: حصاد الدبلوماسية المنفتحة

عبدالعزيز الخميس: حصاد الدبلوماسية المنفتحة

شارك

كان للموقف الروسي خلال الأزمة الراهنة بين السعودية وإيران إشارات مهمة، وضح منها نجاح الدبلوماسية الخليجية، والتي لم تغلق الأبواب مع قطب دولي مهم بسبب اختلاف المواقف.

هذه الدبلوماسية الحكيمة التي نتجت عن تعاون سعودي إماراتي، شجع الروس على تفهم مواقف الدول الخليجية وعدم مناصبتها العداء على الرغم من التباين الكبير في كيفية معالجة الأزمة السورية.

لم تلق الدول الخليجية بيضها في السلة الأميركية بل قامت بجهود دبلوماسية شجاعة ومتبصرة ورائدة في التعامل مع الروس كند، وشريك استراتيجي، ولم تصبغ المواقف الخليجية لونا واحدا، هو إن لم تكن معي فأنت ضدي، بل تفهمت الدوافع الروسية الاستراتيجية والتي تتماحك مع الولايات المتحدة، فما بين موسكو وواشنطن ليس بالضرورة ينعكس بكل تبعاته وتداعياته على الدول الخليجية.

تبنت السعودية والإمارات والبحرين ومعهما مصر والأردن والمغرب مواقف مهمة ترتكز على المصالح. فالمصالح هي الأعلى لا الشعارات، والمواقف التابعة غير المستبصرة بالتوازنات الدولية قصيرة النظر.

وحين اشتعلت نار العداء والعدوان والتدخل غير المحبذ والمكروه دوليا من قبل إيران في شؤون الدول الخليجية، كان المفترض وحسب الأجندات السابقة لدول الخليج، أن يكون هناك تحالفا روسيًا إيرانيًا ضد المواقف الخليجية، لكن الاستراتيجية الخليجية المتعالية عن الصغائر والشعارات الجوفاء، وجدت لها ربحًا مهمًا في أن روسيا تعلن موقفًا محايدًا، بل وتزيد عليه رفضها للعدوان على السفارات، في إشارة إلى تعدي المخابرات الإيرانية على السفارة القنصلية السعودية في طهران ومشهد.

وصفت موسكو ما حدث من قبل المخابرات الإيرانية ضد المصالح السعودية بـ “إن الهجمات على البعثات الدبلوماسية لا يمكن أبدًا اعتبارها وسيلة قانونية للاحتجاج”.

هذا الموقف الروسي مهم ويأتي ثمرة من ثمرات تحالف الدبلوماسيتين السعودية والإماراتية، كما يتوج التعاون القوي بين الدولتين في المنطقة، والذي أثمر أيضا في أن تعود الخرطوم للأحضان العربية، مطهرة الثوب السوداني من دنس الإيرانيين.

ولنقارن بين الموقفين الروسي والأمريكي، فحين وقف حليفنا التقليدي بطريقته الذرائعية المعروفة وبضبابية معهودة منه تجاه تنفيذ أحكام قانونية سعودية دون مراعاة ملابسات الأحكام والتي توجت عمل عدلي مهم ضد الإرهاب، وقف الروس على مسافة من شؤوننا الداخلية وأبدى رأيه في شأن داخلي لدولتين تربطهما علاقات جيدة معه محاولا تحسين العلاقات والتوسط، وزاد على ذلك مدينا التعدي الذي تم من قبل الإيرانيين.

وأتت الصين أيضا لتطالب بضمان كرامة وأمن السفارات والبعثات الدبلوماسية والتعاون ضد الإرهاب. وهذا يشكل أمرا طيبا بالنسبة للدول الخليجية التي عانت مرارا من الهمجية الإيرانية.

المسطرة الحقوقية التي تدعي عبرها واشنطن قياس سياساتها في المنطقة، غير صحيحة بل غير محايدة، فهي تؤخر قدميها حين يتعلق الأمر بالتجاوزات الإسرائيلية، وتصمت وتخجل خوفًا على اتفاقها النووي مع إيران، لكنها لا تتورع عن التدخل في شأن إرهابي قاتل حاول إثارة الفتنة وشارك في ترتيبات قتل العديد من الأبرياء.

بقي أن نقول أن الدول الخليجية تواجه عدوانًا إيرانيًا تمثل في تدخلاتها المتكررة في الشؤون العربية والخليجية خصوصًا وما البحرين عنا ببعيدة، ولا التصريحات الإيرانية ودعم العصابات الإرهابية بغريب عن نظام أتعب أهله قبل أن يتعب غيره، فلعل المواقف الخليجية القوية رسالة مهمة لنظام أبتز العالم كثيرًا، ولن يوقفه عند حده سوى موقف عربي قوي وحازم، مستبشرين بالتعاون السعودي الإماراتي ومعهما الدول الشريفة في المنطقة والعالم.

1 تعليق

  1. استاذنا الكريم / عبدالعزيز الخميس
    ماهي ماهي مخططات ايران للاستفاده من دول ( المنتصف ) ضد التحالف السعودي- الاماراتي ومن معهما من الدول ال( شريفه) وكيف يستطيع هذا التحالف اغلاق الثغرات التي ( قد) تزعزعه بأكثر من شكل او طريقه؟
    تحياتي لك يابن بلادي ، وقواك الله .

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.