حسن مشهور: سقوط الرافعة أم سقوط المُؤدْلَجين

حسن مشهور: سقوط الرافعة أم سقوط المُؤدْلَجين

شارك


فرق شاسع بين من يعمل لخدمة المقدسات الإسلامية بصمت ، ابتغاء وجه المولى عز وجل ، وبين من يتقلب بين ملاهي ومباهج الحياة ، حتى إذا ما وقع أمر قدره الله على بعض الأمم أو الشعوب ، سارع ليزايد وليدعي الأيمان والحرص على المكتسبات الإسلامية.
فلعقود ، وحكومة المملكة العربية السعودية تنفق عشرات المليارات على عمارة وتوسعة الحرمين الشريفين ، وتسعى جاهدة لضمان راحة الحجيج والمعتمرين وتمتعهم بكافة التسهيلات وتذليل أي معوق أو طارئ بما يكفل تمكنهم من إتمام عباداتهم على أكمل وجه وفي راحة تامة.
فانطلاقاً من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود ووصولا لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وحكومة المملكة لاتألوا جهداً في سبيل جعل ممارسة الشعائر التعبدية في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف من الأمور الميسرة على مسلمي العالم الإسلامي ، ناهيك عن ألوف المسلمين الذين يتم استضافتهم في كل عام لأداء شعيرة الحج على حساب حكام هذا البلد الطيب وعلى نفقة أهل الخير والصلاح فيه.
وبالأمس القريب وكنتيجة حتمية لعواصف رعدية ماطرة فاقت في شدتها كل تقدير ، سبقها تقدير رباني قد كتب منذ الأزل في اللوح المحفوظ ، في أن تسقط إحدى الرافعات والتي جلبت في الأصل للإسهام في توسعة المشاعر المقدسة ومن ثم التسهيل على زوار المسجد الحرام في أن يؤدوا مشاعرهم الدينية في يسر وسهولة . أقول أنه وبعد حدوث هذا الأمر المقدر أزلياً من الرب جل وعلا ، فوجئنا بمن كان بالأمس منغمساً في لهوه وفي التقلب بين مباهج الحياة ، وجدناه يتباكى على من أصيبوا جراء هذا الحادث المقدر من الله عز وجل ويغمز ويلمز من طرفي خفي حكومة المملكة العربية السعودية ويسعى جاهداً للتعريض بها متهماً إياها بالفساد تارة وبالإهمال في المحافظة على أرواح زوار المسجد الحرام تارة أخرى.
ولكونه عندما تتسق المصالح فإنه حتى الأطراف المتنافرة تتلاقى ، فإن هذا ماجرى على ارض الواقع . إذ فوجئنا براديكالي الإسلام السياسي من رموز الإخوان المسلمون ومن تبع هواهم ممن تقنعوا بالدين لتحقيق مكسب دنيوي ، وجدنا هؤلاء وهم ينعقون ويرددون ذات العبارات المسيئة التي سبقهم إليها أعداء هذا البلد المؤمن ممن كان بالأمس غارق في لهوه ومجونه في الوقت الذي كنا فيه هنا في المملكة العربية السعودية نوسّع مساحات المسجد الحرام ونعزز البُنَى التحتية فيه ونعمل جاهدين لضمان راحة وامن الحجيج والمعتمرين وسلامتهم.
كم هو مقيت أن تكذب كي تكيد لبلد ولشعب مؤمن ، ذنبه فقط إنه لم يوافقك على منهجك الثيولوجي المعوج وعلى منطلقاتك الفكرية البغيضة . كما أنه لأمر يشعرك بالغثيان عند تجد حركي وظلامي العالم العربي من الإخوان المسلمين ومن تبعهم هواهم من انصار الفكرالأصولي المتشدد والمكفر لكافة الطوائف المجتمعية ، يسارعون كذلك لتصدير إسقاطات سلبية على حكومة المملكة ويسعون حثيثاً لمصادرة جهود كريمة وخيّرة امتدت لعقود من الزمان.
ولكن علينا ألا نأسى ، و ألا نشعر بالغبن ، فمن جعل نصب عينية مرضاة الله والعمل على خدمة زوار بيته الحرام ، وبذل الغالي والنفيس في سبيل اعمار كعبة الله المشرفة فهو بعون الله إلى خير وإن كره الكارهون.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.