شارك

عند تغير الأحوال تُعرَف معادن الرجال؛ فمع كل حدث يرفع الله رجال، ويُسقِط آخرين، ومع كثرة المواقف التي تحصل لبلدنا الغالي في خضّم الأزمات التي تُحيط بنا؛ نرى مواقف مُشرفة  من أفراد شعبنا العظيم؛ فنجدهم يصطفون وراء قادتهم ويقفون مع الوطن، يفرحون لفرحه ويواسونه في أحزانهِ، ونجدهم يضحون بالغالي والنفيس من أجل رفعته، ويعلمون أن الاخطاء وإن حصلت فمن الطبيعي حصولها لأن حدوث الخطأ من سُنن الحياة.

ان ما حدث في الحرم في ١١/٩/٢٠١٥ تزامناً مع تاريخ سقوط برجين التجارة في أمريكا، أمر غريب، وخاصة أن هناك عامل مشترك بينمها وهو اسم “بن لادن” كمجرم في الأولى، وكمقاول في الثانية، كما أن سقوط برجين التجارة كان بعمل ارهابي ومع ذلك كانت كل الصحف والنخب الثقافية، وعامة الشعب الأمريكي متعاطفة مع الضحايا، ووقفت خلف الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت.

الا أن سقوط رافعة مكة ظهر فيه من أبناء الوطن من تشمَتَ، وآخرون تحدثوا بطريقة غريبة بعيدة عن التعاطف مع الوطن؛ فهل يُعقَل أن يُطلق على الحادث اسم (مذبحة)!!!!!! ألا يعلم من أطلقه أن معناه هو القتل المقصود لأبرياء لا حول لهم، وإنها مرادفة لكلمة مجزرة التي تُطلَق اصطلاحاً على ما يفعله جنرالات الحرب بأعدائهم؛ فأين الرابط بين حادثت الحرم، وبين تلك الكلمة القبيحة.

نرى أن بعض الإخوان المواطنيين لا يصفون ما يحصل في دول اسلامية أخرى على يد شرطتها بالمذبحة، وإنما قتلى من المتظاهرين، ولعل ما حدث في ساحة التقسيم في تركيا أوضح مثال على ذلك؛ فلم نسمع انتقاد أو اطلاق اسم مذبحة عليها.

وبالعودة إلى الحادث الأليم، والذي تسببت به الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة، الأمر الذي يُمكن حدوثه في أي دولة، نقول إن وجد خطأ فلابد من محاسبة المسؤول، لكن دون تهويل في ردة الفعل أو نصب المشانق لخلق الله، ولعل سقوط الرافعه يكون لنا درس؛ فهي بسقوطها رفعت أقوام وسقطت معها أقوام؛ فما أجمل أن تكون الخاتمة في بيت الله لحاج أو مُعتمِر، في يوم فضيل نسأل الله أن يتغمد الموتى برحمته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وما أقبح أن تنال من وطنك في ظروف صعبة، أو تنتقص من انجازاته ومقدراته بسبب حادث.

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.