سالم بن أحمد سحاب: عسى ألا يكون إخفاقاً آخر!!

سالم بن أحمد سحاب: عسى ألا يكون إخفاقاً آخر!!

شارك
بدأت تظهر في الأفق ملامح أو بوادر ما يحسبه البعض (فشل) خطة توطين وظائف محلات الجوالات التي تحدثت عنها الصحف طويلاً، وقادها معالي وزير العمل شخصياً، وهلَّل لها كل محب ومخلص وغيور. وطبقاً لهذه الصحيفة (16 يونيو)، فإن (الكتان عاد كما كان) في سوق الجوالات الأكثر شهرة في جدة، والواقع في شارع فلسطين بين شارعي الستين والمدينة المنورة.
عدد من المتشائلين صرّحوا مسبقاً بأن توطين الجوالات سيلحق بما سلف من محاولات مثل توطين أسواق الذهب وأسواق الخضار والليموزين وغيرها. طبعاً واضح أن تكتيك العمالة الوافدة المسيطرة يعتمد أولاً على مبدأ الصبر والنفس الطويل، وامتصاص الصدمات الأولى، ثم الاختفاء والانزواء لفترة مناسبة، هي أشبه بإجازة واستجمام وتربص بما ستؤول إليه الأمور.
لكن لماذا آلت التجارب السابقة إلى الفشل، وربما تؤول هذه الأخيرة كذلك إلى الفشل؟!
في نظري الفشل محتوم لأن المتبع هو علاج بتر، والبتر يؤدي إلى تشوهات وعواقب ليست مرغوبة، وإنما هو سبيل المضطر المرغم. ومنذ نعومة أظفارنا ونحن نردد المقولة الشهيرة: (درهم وقاية خير من قنطار علاج)! لكن ما هو المرض يا تُرى؟ هو الكسل والتواني والتواكل وعدم تقدير قيمة العمل! العمل بالنسبة لكثير من شبابنا هو مصدر لجلب المال، وليس قيمة إضافية للإنسان ترفع من شأنه، فيتعلم منه الاعتماد على النفس والاستقلالية عن الغير والتخطيط لبناء مستقبل أجمل مهما كانت البداية بسيطة وشاقة. باختصار لو أن المال توفر بدون عمل، فلا داعي للعمل.
وقيمة العمل وغيرها من القيم المرتبطة بها لا تُحقن فجأة في الوريد، فيغدو صاحبها خلقاً آخر يقدِّر قيم العمل والمثابرة والصبر. هذه قيم يجب أن يرضعها الطفل منذ نعومة أظفاره: في الحي وفي البيت وفي المدرسة! ما المانع من مساهمة الطالب في نظافة مدرسته وفصله؟ وما المانع في عمله صيفاً، ولو بأجرٍ زهيد، في بقالة أو متجر أو صالون حلاقة أو سوق الخضار؟!
صدقوني كلنا شركاء في هذا الخلل القيمي الأساسي! وما لم نتداركه بطرق علمية وعملية جاذبة، فسنظل ننتقل من إخفاق إلى إخفاق في ميادين توطين الأعمال!!
نقلًا عن “المدينة”

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.