شارك

رغم إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفع الحظر المفروض على الأسلحة ضد فيتنام، والذي استمر لأكثر من نصف قرن من الزمان، إلا أن الشكوك حول نوايا واشنطن مازالت قائمة بقوة بين الدول الآسيوية، بحسب “نيويورك تايمز”، إذ لم يعد بمقدورهم الاعتماد بصورة كبيرة على الالتزامات التي قطعتها الإدارة الأمريكية على نفسها مرارا وتكرارا بحماية مصالح دول القارة.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن قرار رفع الحظر عن فيتنام يأتي في إطار الخطة التي تبناها أوباما منذ تولية الرئاسة، لإعادة صياغة الدور الأمريكي في آسيا؛ للحصول على العديد من المزايا الاقتصادية هناك، خاصة وأنه أول رئيس أمريكي يقضي سنواته الأولى في الحياة في أحد الدول الآسيوية، وهي اندونيسيا، ويشعر بأهمية القارة لواشنطن.

في زياراته المتتالية للقارة الصفراء، كان أوباما يحاول الاستفادة من التوتر الواضح لدى العديد من دول القارة جراء الطموحات الكبيرة للصين، هكذا تقول الصحيفة، بينما في الوقت نفسه كانت دائما خطاباته تدور حول توجيه الطموحات الصينية وليس كبح جماحها وبالتالي طمأنة السلطات الصينية تجاه النوايا الأمريكية.

وهنا تمحورت السياسة الأمريكية تجاه اسيا حول استمرار سياسة الانفتاح نحو فيتنام، وتأسيس علاقة جديدة مع ميانمار باعتبارها تتجه نحو مسار أكثر ديمقراطية، بالإضافة إلى توثيق العلاقات بصورة أكبر مع اثنين من أكبر حلفاء أمريكا في آسيا، وهما اليابان وكوريا الجنوبية وكذلك توسيع العلاقات العسكرية مع الفلبين، بحسب “نيويورك تايمز”، ولكن لعل أهم المتغيرات في العلاقات الأمريكية الآسيوية هو الاستعداد الذي أعرب عنه الصينيون لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.

ولكن تبقى حالة القلق جراء النوايا الأمريكية، هكذا تقول الصحيفة، مبررة ذلك بالسلوك الذي تتبناه القوى الكبرى تجاه القاره خلال السنوات الماضية، إذ أن التجارب السابقة ربما لا تدعو للتفاؤل في هذا الإطار، الأمر الذي يهدد خطة أوباما تجاه آسيا،  والتي تحمل عنوان “المحور”.

المثال الأبرز في هذا الإطار، يتمثل في التجربة الفيتنامية، خاصة وأن أوباما قرر مؤخرا رفع الحظر المفروض على تصدير الأسلحة لها، وهو القرار الذي لاقى ترحابا كبيرا، بحسب الصحيفة، ولكنه في الوقت نفسه يعيد إلى الذاكرة زيارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون إلى الدولة الآسيوية قبل 16 عاما، حيث لاقت نفس الترحاب، ولكن مع تغير السياسات والإدارات أصبح لدى الحكومة الفيتنامية يقين بأن الهدف الأمريكي الرئيسي، رغم المبادرات الودية هو “تغيير النظام”.

واختتم التقرير بالقول إن الفيتناميين سوف يحصلون على الأسلحة الأمريكية ذات القدرات التكنلوجية الفائقة، ولكن لن تكون لديهم النية في بناء تحالف مع الولايات المتحدة على غرار التحالف الأمريكي مع اليابان وكوريا الجنوبية، وهو ما يظهر جليا في التحركات الدبلوماسية الفيتنامية، ففي الوقت الذي كانت تستعد فيه الشوارع هناك لاستقبال أوباما في زيارته للبلاد، الاثنين، كان وزير الدفاع الفيتنامي يلتقي نظيره الصيني للتأكيد على مواصلة الجهود من أجل تقوية العلاقات العسكرية بين البلدين.

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.