شارك

رغم إبرام الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية الكبرى في يوليو الماضي، فإن طهران لم تدرك التداعيات الاقتصادية المتوقعة من جراء الاتفاق التاريخي، الأمر الذي أدى إلى شعور عام بالإحباط لدى المسئولين الإيرانيين، ولكنهم في النهاية لا ينبغي أن يلوموا أحدا سوى أنفسهم،  بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في مقالها الافتتاحي اليوم الاثنين، أن الاتفاق الذي دخل في حيز النفاذ في يناير الماضي اقتصر على تجميد العقوبات المفروضة على الدولة الفارسية من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مقابل وقف الأنشطة النووية الإيرانية، ولذلك عندما أوفت الحكومة الإيرانية بالتزاماتها تدفقت العقود من قبل مختلف الدول الأوروبية من أجل زيادة التعاون الاقتصادي والاستثماري مع مختلف دول أوروبا.

ولكن بالرغم من ذلك مازالت معضلة إعادة بناء الاقتصاد الإيراني قائمة، هكذا تقول الصحيفة، وهو الأمر الذي تجلى في كلمات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية اية الله على خامنئي، والذي شكا من جراء المشكلات التي تواجه القطاع المصرفي الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على الاقتصاد الإيراني، بالإضافة إلى المعوقات المالية الكبيرة التي تواجهها مختلف المشروعات الإيرانية.

وأوضحت الصحيفة أن التحدي الرئيس الذي تواجهه الدولة الفارسية في المرحلة الراهنة يتمثل في الأساس في استمرار العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران من جراء الدعم الذي تقدمه طهران للعديد من التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات الإيرانية، بالإضافة إلى إقدامها بإجراء اختبارات للصواريخ الباليستية في انتهاك صريح لقرار مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد.

الإيرانيون كانوا يعلمون جيدا أن رفع كافة العقوبات الأمريكية المفروضة عليهم من قبل الولايات المتحدة لم يكن أبدا جزءا من الاتفاق النووي، بحسب “نيويورك تايمز”، وبالتالي فإن الشركات الأمريكية مازالت ممنوعه من الاستثمار في طهران إلا فيما يخص بعض المجالات المحدودة للغاية، كما أن الحكومة الإيرانية هي الأخرى مازالت ممنوعة من استخدام النظام المالي الأمريكي.

واستطردت الصحيفة الأمريكية البارزة أن الحكومة الإيرانية كانت معزولة تماما عن النظام المصرفي الدولي، قبل الاتفاق النووي الإيراني، في ظل عمليات غسيل الأموال وتمويل التنظيمات الإرهابية، حيث يرى العديد من الخبراء المصرفيين أن البنوك الإيرانية تدار بشكل سيء للغاية، حيث أنها مسيسة وتفتقد للشفافية.

وأوضحت أن السياسات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تقوم على دعم نظام الأسد في سوريا، وكذلك تسليح حزب الله في لبنان بالإضافة إلى الاختبارات الصاروخية التي تقوم بإجرائها، لا تشجع جذب الاستثمارات بأي حال من الأحوال، مشيرة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والذي أكد خلالها أن الاستثمارات دائما ما تذهب إلى الأماكن الأكثر امانا، وبالتالي فعلى السلطات الإيرانية العمل من أجل أن يكونوا قوة اقليمية بناءة يمكنها جذب مزيد من الاستثمارات.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.