راشد أمين: الدور الإماراتي في اليمن وحماية الأمن العالمي

راشد أمين: الدور الإماراتي في اليمن وحماية الأمن العالمي

شارك

ينطلق الدور الإماراتي في اليمن من أهداف ومصالح استراتيجية تخدم الأمن الإقليمي والدولي في المنطقة، وليس كما يحاول البعض الترويج له على أنه توسع أو نفوذ أو تصفية حسابات؛ لأن التدخل الإماراتي أتي فقط لمساندة الشعب اليمني في الحفاظ على مكاسبه الديمقراطية والوحدوية والاجتماعية، التى حاولت العمائم الإيرانية وملالي قم تدميرها والنيل منها، عبر جماعة الحوثي الميلاشاوية الفاشية تحت عبائه الدين وبسلاح الإرهاب والعنف والتطرف المذهبي.

الإمارات ليست بحاجة إلى النفوذ والتوسع العسكري خارج أراضيها، فالسمعة الطيبة والمواقف الإنسانية لدولة الإمارات وقيادتها اتجاة جيرانها، إضافة إلى ما يكنه الشعب اليمني من الود والإحترام، شمالًا وجنوبًا لدولة الإمارات قيادة وشعبًا، وكذلك شعوب دول المنطقة، بل والعالم؛ هو سلاح ونفوذ دولة الإمارات الحقيقي في المنطقة والعالم.

ان القراءة الواقعية للدور الإماراتي في اليمن بشكل خاص يضعنا أمام نموذجًا فريدًا في التاريخ السياسي العالمي والمعاصر والذي يتسم بالمسؤلية الكاملة والإنسانية والذكاء والحنكة السياسية، والأصالة العربية في زمن المصالح والحسابات والأحقاد. والكثير لا يعي أن هذا الدور في اليمن لم يكن مساعدة وإنقاذ لليمن فقط؛ بل وللمنطقة والعالم والمصالح الإستراتيجية الدولية فيها؛ فلولا الإمارات لكانت اليمن الآن تغرق في دوامة الحرب الأهلية والمناطقية والطائفية، فالجنوب على سبيل المثال، وما يحتوية من تناقضات سياسية واجتماعية وفكرية لو لم تكن الإمارات قد تدخلت كان سيتحول بلا شك إلى ليبيا أو سوريا جديدة، خاصة في ظل وجود الميليشيات الحوثية، فالجماعات الإرهابية المُتطرفة التي تكاثرت في المحافظات الجنوبية خلال الحرب في تلك المحافظات كانت على أهُبة الاستعداد للسيطرة على الجنوب، وقد ثبت ذلك في لحج وعدن، وحضرموت التي حاولت تلك الجماعات الإرهابية السيطرة الكاملة عليها، وفعلت في بعض المناطق لأكثر من عام وسط تساهل وعجز دولي وإقليمي في مواجهتها، ومن ثم فلولا التدخل والدور الإماراتي البطولي في الوقوف أمام تلك الجماعات الإرهابية ودحرها في تلك المدن، وبجهود وتضحيات اماراتية خالصة عكست مدى حرص دولة الإمارات على مساعدة الشعب اليمني وعلى الحفاظ على المصالح الاستراتيجية الدولية؛ لكانت الجماعات الإرهابية وبعض الأطراف الدولية كإيران وتركيا وغيرها حققت أهدافها من السعي للسيطرة على الجنوب اليمني ونشر الفوضي والإرهاب في المحافظات السابقة الذكر.

 فطالما هدفت قوى الشر لتهديد ممرات المياة الدولية التي تمر من خلالها ناقلات النفط والتجارة العالمية ليس من وإلى الشرق الأوسط فقط؛ بل أيضًا إفريقيا وأوروبا وآسيا، إضافة إلى ذلك أرادوا تحويل الجنوب اليمني إلى معسكر وولاية إرهابية ينطلق منها الإرهاب لتهديد دول العالم، إلى جانب عرقلة الجهود الدولية في محاربة الإرهاب في سوريا والعراق وغيرهما من دول المنطقة، تلك الجهود التي كانت ستذهب بالفعل أدراج الرياح أمام أي تهديد للممرات المائية الدولية في خليج عدن والبحر العربي والبحر الأحمر ومضيق باب المندب.

 لذلك أقول إن الدور الإماراتي الشجاع والمسؤول هو الذي أفشل كل تلك المخططات الإرهابية الدولية التي كانت تستهدف باب المندب وقناة السويس وغيرهما من المصالح الاستراتيجية والدولية الأخرى، التي لو كانت تعرضت لإستهداف من مدفعية ونيران تلك الجماعات الإرهابية وقرصنتها لكانت تسببت في ارتفاع أسعار النفط حول العالم، الأمر الذي كلن سينعكس على اقتصاديات دول المنطقه والعالم بشكل كارثي، ولكن استطاعت الإمارات بجنودها وحكمة وحنكة وشجاعة قيادتها إفشال كل ذلك لتكون الإمارات فعلًا صاحب الفضل بعد الله تعالي، في الحفاظ على أمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم والمصالح الإسترايجية الدولية .

لقد أثبتت الإمارات فعلًا أنها الشريك الدولي الأول في العالم؛ الجاد والمسؤول في الحرب على الإرهاب والجماعات التخريبية، بعكس كثير من الدول الأخرى التي تدعي كذبًا مُحاربة الإرهاب، وبكل تأكيد نستطيع القول أن العالم وقبله اليمن ودول المنطقة مدينون جميعًا لدولة الإمارات ورجالها الأبطال وقيادتها المحنكة والشجاعة، ومن ثم فإن استهداف الإمارات بأي شكل من الأشكال يُعتبر استهداف للإنسانية والسلام والتعايش والخير.

حفظ الله الإمارات أرضًا وشعبًا وقيادة.. ورحم الله شهدائها الشجعان وأسكنهم فسيح جناتة…

*كاتب يمني.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.