شارك

اتهم رئيس الوزراء المغربي عبد الإله ابن كيران مساء السبت، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بـ”تشجيع الكيانات الوهمية” في إشارة إلى الصحراء الغربية وذلك على خلفية وصف الأخير لهذه المنطقة بانها “محتلة”.

وخلال زيارته السبت الماضي مخيما للاجئين الصحراويين قرب تندوف، قال بان كي مون بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية إنه يتفهم “غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار حالة احتلال أراضيه”.

وقال ابن كيران الذي كان يتحدث في جلسة استثنائية دعا إليها أعضاء غرفتي البرلمان “الأجدر بالسيد الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدر مخاطر الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة (…) عوض تشجيع الكيانات الوهمية ومنطق التجزئ الذي لا يمكن أن يؤدي إلا لمزيد من عدم الاستقرار”.

واعتبر أن استعمال الأمين العام كلمة “الاحتلال” يعد “سابقة في قاموس الأمم المتحدة في تناولها لملف الصحراء المغربية، إذ لا تستند لأي أساس سياسي أو قانوني، ويعتبر استحضارها في هذه الحالة مخالفا للقانون الدولي وللأعراف المعمول بها”.

والثلاثاء، حملت الحكومة المغربية بشدة على زيارة بان كي مون متهمة إياه بـ”التخلي عن حياده وموضوعيته” وبالوقوع في “انزلاقات لفظية”، مؤكدة أن “هذه التصريحات غير ملائمة سياسيا، وغير مسبوقة في تاريخ أسلافه ومخالفة لقرارات مجلس الأمن”.

والاربعاء، رد فرحان حق المتحدث باسم بان على الاتهامات المغربية، مؤكدا أن “الأمين العام يعتبر أنه والأمم المتحدة شريكان حياديان” في ملف الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب من جهة وجبهة بوليساريو بدعم من الجزائر من جهة أخرى.

كذلك، اتهم رئيس الوزراء المغربي بان كي مون السبت بـ”خرق الاتفاق” مع الملك محمد السادس، في إشارة إلى محادثة هاتفية جرت بين الملك والأمين العام في يناير 2015عقب سحب الرباط ثقتها من كريستوفر روس المبعوث الأممي إلى الصحراء واتهامها إياه بالانحياز.

وذكر ابن كيران بأن الاتفاق بين الملك والأمين العام قضى بـ”الالتزام بالمعايير المحددة من طرف مجلس الأمن، أي تسهيل (إجراء) مفاوضات بين الأطراف للوصول إلى حل متفق عليه، خاصة وأن مجلس الأمن يعترف بالجهود الجادة وذات المصداقية للمغرب متمثلة في مقترح الحكم الذاتي” للصحراء الغربية.

وأضاف “بعد شهور قليلة من عودة الثقة بين المغرب والسيد الأمين العام للأمم المتحدة، يبدو أن الجانب الأممي لم يتراجع عن الخطوات التي شرع في تحضيرها منذ تعيين مبعوثه الشخصي (روس) في يناير 2009، والتي أثارت ردود فعل قوية من جانب المغرب الذي طالب بضمانات لعدم الخروج عن الإطار الذي ترسمه قرارات مجلس الأمن الدولي”.

واتهم روس بأنه “حاول التدخل مباشرة في مفاوضات صياغة قرارات مجلس الأمن، وهو ما اعتبر سابقة اضطرت المغرب إلى سحب ثقته منه”.

وفي السياق نفسه، دعت الاحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني في المغرب الى تظاهرة صباح الأحد في العاصمة الرباط احتجاجا على تصريحات بان كي مون.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.