شارك

لعقود طويلة ارتبط اسم السعودية بالنفط، لكن انخفاض الأسعار سارع من خطوات تحويل مسار اقتصاد المملكة بعيداً عن “البترودولار” للاستفادة من مقومات مختلفة تتمتع بها السعودية، لم تستغل بالشكل الأمثل مثل موقعها الجغرافي، وتوفر الطاقة بمختلف مكوناتها وبأسعار تنافسية، إضافة إلى المجتمع الفتي للسعودية، حسبما أفادت “العربية.نت”.

وجاءت “رؤية 2030” لتبين خارطة الطريق لخلق فرص استثمارية مستدامة. وبعد 80 عاماً على تواجدها في السعودية، وجدت “جنرال إلكتريك” في “رؤية 2030” فرصةً لتعميق قواعدها في المملكة، وتعظيم القيمة المضافة لشراكاتها مع المؤسسات المحلية من خلال تسع مبادرات نوعية.

وتأتي المبادرة الأولى بالشراكة مع الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية، لاستثمار مليار دولار مناصفة بين الطرفين في مشاريع مختلفة لتنويع القاعدة الصناعية في المملكة، وفتح المجال أمام الشركات المحلية للاستفادة من عصر الصناعة الرقمية. ورغم أن البداية بين الطرفين ستكون بمليار دولار، إلا أن الباب مفتوح لضخ استثمارات إضافية بملياري دولار ابتداء من 2017.

هذا التحول الرقمي في الصناعة، تعززه أيضا مبادرة أخرى مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية “مدن”، حيث سيتم تطبيق برمجيات المصنع الذكي أو BRILLIANT FACTORY على عشرة مصانع في “مدن”.

وبذلك يتم ربط كافة مكونات الدورة الصناعية بشبكة رقمية لنقل المعلومات من كل مرحلة من مراحل التصنيع، وبشكل مستمر، ما يزيد من كفاءة العمليات وتنافسيتها.

وتم الإعلان عن مبادرة صناعية أخرى، لكن هذه المرة مع عملاق النفط “أرامكو”. حيث سيتم التعاون مع CIVIDALE الإيطالية لتأسيس أول مصنع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، للسبك والقوالب لخدمة قطاعي التنقيب البحري والطاقة. ويتطلب المصنع استثمار 400 مليون دولار، وسيبدأ إنتاجه في 2020 ليوفر ألفي وظيفة.

وتماشيا مع “رؤية 2030” بتوطين 50% من الصناعات العسكرية مقارنة بـ 2% فقط حاليا، ستقوم “جنرال إلكتريك” بالتعاون مع شركة الشرق الأوسط لمحركات الطائرات، بتطوير منشأة لصيانة وتصليح مجموعة من محركات الطائرات العسكرية.

وبنهاية العام الجاري، سيشهد مركز “جنرال إلكتريك” للصناعة والتكنولوجيا في الدمام GEMTEC، انطلاق العمل بمنشأة صناعية متخصصة بأنظمة الإضاءة الـLED، حيث سيتم تصنيع منتجات الإنارة الخارجية التي ستخفض استهلاك الطاقة بـ 50%. ولن يعتمد إنتاج هذه المنشأة على الاستهلاك المحلي، بل سيتم تصدير جزء كبير للاستفادة من موقع المملكة بين آسيا وإفريقيا وأوروبا.

قطاع آخر حظي بنصيب واسع من الاهتمام من “رؤية 2030” هو قطاع الصحة. وفي هذا الصدد، تم الإعلان عن مبادرتين، الأولى مع البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية، حيث سيتم تطوير منشأة لإنتاج اللقاحات والأجسام المضادة، إضافة إلى تأسيس مجمع متكامل للعلوم الحياتية في الرياض. ومن شأن المنشأتين توفير ألف و500 فرصة عمل جديدة.

أما الثانية، فهي مع مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية لتقديم خدمات التحكم بطب الأشعة. هذه المبادرات تبقى رهينةَ التوظيف الأمثل للمواهب والموارد البشرية.

وهنا تم إطلاق الأكاديمية السعودية للريادة كجهد مشترك بين مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية “مسك” وجنرال إلكتريك، على أن تقام برامج التدريب في السعودية وفي منشأة جنرال إلكتريك في Crotonville الأميركية.

أيضا وقعت “جنرال إلكتريك” اتفاقيةً مع غرفة الشرقية لتدريب ما يصل إلى ألف امرأة سعودية من العاملات في القطاع الصناعي، على أسس الصناعة المتقدمة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها، لتمكينهن مستقبلا من تطوير تطبيقات خاصة بمنصة PREDIX التابعة لـGE  والتي تُعنى بمختلف تطبيقات إنترنت الأشياء.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.