شارك

لم يعد هناك مجالا للشك بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصاب بمرض جنون العظمة، بحسب ما ذكر موقع “ديلي بيست”.

وقال الموقع الأمريكي إن أردوغان يقود بلاده إلى الهاوية، موضحًا أنه أصبح على استعداد بالتضحية بكل شيء، ومن بينهم أقرب حلفائه، من أجل تحقيق أحلامه، مدللا على ذلك بقرار إقالة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو من منصبه، وإقصائه عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.

وأضاف الموقع الإخباري أن طموحات أردوغان الشخصية دفعته إلى العبث بالدستور التركي عدة مرات، منذ وصوله إلى رأس السلطة في بلاده في عام 2002، أي بعد عام واحد فقط من تأسيس حزبه ذي المرجعية الإسلامية، حيث أنه قضى 11 عاما في منصب رئيس الوزراء في بلاده، ولكنها لم تكن كافية لإرضاء طموحاته، حيث لجأ إلى تعديل الدستور ليصبح هو أول رئيس منتخب بشكل مباشر في عام 2013.

أحلام السلطنة ونزوات العظمة التي تراود الرئيس التركي لم تتوقف عند هذا الحد، بحسب “ديلي بيست”، حتى أنه كلف ميزانية الدولة التركية حوالي 615 مليون دولار، رغم المعاناة الاقتصادية، لبناء قصره الأبيض، والذي يتكون من ألف غرفة ليكون أكبر من البيت الأبيض الأمريكي.

وأضاف الموقع أن الصحف ووسائل الإعلام التركية اتجهت نحو انتقاد سياسات أردوغان، ما دفعه نحو سياسة تكميم الأفواه، حيث شنت السلطات حملات شرسة لمداهمة كافة المؤسسات الصحفية والإعلامية التي تتبنى رؤى مناوئة له، وكذلك اعتقال أعداد كبيرة من الصحفيين، في انتهاك صارخ لحرية الرأي والتعبير في بلاد الأناضول.

ونقل الموقع الأمريكي عن مؤسسة “فريدوم هاوس” قولها بأن تأكلا غير مسبوق شهدته حرية الصحافة في تركيا في عهد أردوغان، بسبب الإجراءات العنيفة التي تم اتخاذها بصدد العديد من الصحف ووسائل الإعلام، من بينها المصادرة والاستيلاء والإغلاق، بالإضافة إلى فصل الصحفيين واعتقالهم.

ولكن لم يقتصر جنون أردوغان على الصحافة والإعلام، بحسب الموقع، لكنه ذهب بعيدا نحو محاكمة من تسول له نفسه بالتظاهر ضد النظام، حيث أعاد إحياء مواد القانون التي تعاقب بالسجن أي شخص يثبت تورطه في إهانة رئيس الدولة، ولكن السلطات توسعت في استخدام لفظ الإهانة، حتى يتسنى لها إرضاء أهواء السلطان، ورغباته، وكذلك قمع الكم الأكبر من حركات المعارضة في الداخل التركي.

واستطرد الموقع الامريكي أن حوالي 236 شخص في تركيا تم استدعاؤهم للتحقيق في الفترة ما بين أغسطس 2014 ومارس 2015، في تهم تتعلق كلها بإهانة الرئيس، وهو ما يعد عددا ضخما للغاية إذا ما قورن بعدد من واجهوا التهمة نفسها من عام 2003 وحتى عام 2014، والذي لم يتجاوز الـ36 شخص.

جنون السلطان لم يقتصر على المستوى المحلي، ولكنه امتد للخارج أيضا، هكذا قال “ديلي بيست”، إذ سخر أردوغان رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية في بلاده، والسفارة التركية في برلين، لملاحقة إعلامي ألماني قضائيا بسبب سخريته منه في قصيدة لم تنل رضاه.

واختتم الموقع تقريره بالقول بأن أحمد داود أوغلو لن يكون بأي حال من الأحوال الضحية الأخير لأردوغان، متوقعا أن تركيا بالكامل سوف تكون هي الضحية الأكبر للرئيس الطامح في إعادة أمجاد السلطنة، وأن جنون العظمة الذي يعانيه ربما يقودها نحو الهاوية في المستقبل القريب.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.