شارك

الرئيس الأمريكي باراك أوباما فشل تماما في إقناع قادة منطقة الخليج بالسياسات التي يتبناها في منطقة الشرق الأوسط وبالتالي ضرورة تعاونهم معه في المستقبل لدعم تلك السياسات، بحسب ما ذكر موقع “ديبكا” الإسرائيلي، وذلك خلال القمة التي جمعته مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الخميس الماضي في إطار زيارته للمملكة العربية السعودية.

وأضاف الموقع الإسرائيلي أن المملكة العربية السعودية قامت بعدة عمليات عسكرية منفصلة بمساعدة تركيا، وذلك قبل ساعات قليلة من بدء القمة، موضحة أن تلك العمليات ربما أظهرت نطاق الخلاف بين البلدين.

وأوضح الموقع، والمعروف باقترابه بعدة دوائر استخباراتية، أن الجهود الأمريكية فشلت في إقناع قادة الخليج رغم أن الولايات المتحدة اتجهت لاستخدام قاذفاتها العملاقة “بي 52″، والمتواجدة في قاعدة العيدية القطرية في قصف معاقل التنظيم  الإرهابي، “داعش” في مدينة الموصل العراقية، في رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لن تسمح ببقاء التنظيم الإرهابي الذي يمثل تهديدا كبيرا لأمن الخليج.

وزعم الموقع أن المملكة العربية السعودية، والتي أنشأت تحالفا مع كلا من تركيا ومصر والأردن، لمعارضة سياسات أوباما في منطقة الشرق الأوسط،؛ بدأت في إرسال قوة مكونة من 3500 شخص لمساندة المعارضة السورية، حيث تم تمويلهم من قبل المملكة وكذلك تدريبهم في معسكرات تدريب في كلا من تركيا والأردن، موضحا أن تلك القوة تحارب بجانب المعارضة في شمالي حلب، ولكن يتم قصفهم بقوة من قبل القوات الجوية الروسية.

وأضاف الموقع الإسرائيلي أن الرسالة التي أرادت المملكة العربية السعودية توصيلها إلى إدارة الرئيس الأمريكي من جراء اتخاذ مثل هذه الخطوة هي أن الأسرة الحاكمة في المملكة ترفض تماما سياسة التعاون العسكري والدبلوماسي بين واشنطن وموسكو حيال الأوضاع في سوريا، خاصة وأن تلك السياسة تهدف في المقام الأول إلى إبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في سدة السلطة في بلاده.

من جانب أخر، تناول الموقع كواليس اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي وقادة دول مجلس التعاون الخليجي الست في الرياض، حيث أن قادة الخليج أعربوا في بداية اللقاء عن استياءهم الشديد من جراء السياسات الأمريكية في المنطقة وتداعياتها على مستقبلها، كما أنهم قدموا 4 مطالب رئيسية وهي:

أولا: تقوية موقف السنة في العراق:

طالب قادة مجلس التعاون الخليجي الرئيس الأمريكي بالعمل جديا لتعزيز السنة في العراق وتمثيلهم في الحكومة المركزية ببغداد بشكل مناسب، منتقدين في الوقت نفسه سياسات الرئيس الأمريكي الداعمة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، كما أنهم أشاروا كذلك لتقارير قدمتها أجهزة الاستخبارات في بلدانهم حول احتمالية خلع العبادي من منصبه ليحل محله رئيس وزراء أخر موالي لإيران في المستقبل القريب.

وأضاف الموقع أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعرب عن رفضه الكامل لهذا الطلب، حيث أكد على إصراره على مواصلة سياسته في العراق خلال المرحلة المقبلة.

ثانيا: فرض عقوبات جديدة على طهران:

تجارب الصواريخ الباليستية التي أجرتها الدولة الفارسية تمثل تهديدا كبيرا لدول الخليج، كما أنها تمثل كذلك انتهاكا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبالتالي كانت المطالبة الخليجية بإصدار عقوبات جديدة على طهران، خاصة وأن الحكومة الإيرانية قامت باختبارات صاروخية جديدة قبيل وصول أوباما للرياض بساعات قليلة، وهو ما يمثل تحديا كبيرا لواشنطن نفسها.

ثالثا: تقديم مقاتلات أمريكية جديدة للسعودية والإمارات:

طالبت دول مجلس التعاون الخليجي الرئيس الأمريكي بتقديم مقاتلات أمريكية الصنع من طراز “إف 35” لكلا من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من أجل التعامل مع أي تهديدات صاروخية إيرانية، إلا أن الرئيس الأمريكي رفض هذا الطلب.

رابعا: التخلي عن التعاون مع روسيا فيما يخص الوضع في سوريا:

طالبت دول مجلس التعاون الخليجي كذلك الرئيس الأمريكي أن يتخلى تماما عن التعاون مع الجانب الروسي فيما يخص الوضع في سوريا، في ظل رؤيتهم أن مثل هذه السياسة الأمريكية لا تصب سوى في صالح بقاء النظام السوري برئاسة بشار الأسد وهو الأمر الذي رفضه أيضا أوباما.

المحصلة النهائية، بحسب “ديبكا”، أن اجتماع أوباما مع قادة الخليج لم يسفر عن اتفاق واحد في النهاية.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.