شارك

ربما كان ضعف الإمكانات الفنية السبب الرئيسي في محدودية أعداد الضحايا الذين لاقوا حتفهم جراء الهجمات الانتحارية الثلاثة التي ضربت المملكة العربية السعودية، هكذا استهلت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تقرير لها حول الأعمال الإرهابية التي ضربت المملكة الأسبوع الماضي، إلا أن التنسيق الواضح في تلك العمليات وتزامنها يعكس امتلاك جهاديي المملكة الأدوات التي يمكنهم من خلالها مواصلة حملاتهم التي تسعى لاستهداف المملكة.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية الناطقة بالانجليزية، في تقرير منشور على موقعها الالكتروني اليوم الخميس، أن ثلاثة شباب سعوديين قاموا بتفجير أنفسهم الأسبوع الماضي بالقرب من مسجد شيعي بمنطقة القطيف، إلا محصلة التفجيرات كانت صفر، حيث لم يقتل أحد خلالها سوى الانتحاريين أنفسهم، بينما قام انتحاري سعودي أخر بتفجير نفسه بالقرب من المسجد النبوي في المدينة المنورة، ليقتل أربعة رجال شرطة

يقول الخبير الأمني مصطفى العاني، والذي يعمل بمركز الخليج للأبحاث أن هؤلاء الإرهابيين فقراء جدا سواء على المستوى التقني أو التدريبي أو حتى النفسي، ولعل الدليل على ذلك أن أربعة من بين خمسة أشخاص قاموا بعمليات انتحارية لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا سوى قتل أنفسهم في النهاية.

إلا أنه بالرغم من تلك الرؤية، فإن قطاعا كبيرا من الخبراء يرون أن قدرة خمسة أفراد فقط على الحصول على أحزمة ناسفة للقيام بعمليات إرهابية متزامنة تستهدف ثلاثة مناطق في نفس اليوم يشكل تهديدا هائلا للمملكة، بحسب “جيروزاليم بوست”، خاصة وأن العمليات شهدت تنسيقا كبيرا سواء في توقيتها أو أهدافها.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه من المعتقد تورط التنظيم الارهابي “داعش” في الهجوم الإرهابي، على الرغم من أنه لم يعلن تبنيه لها، ولكن التنسيق الواضح وضعف التدريبات ربما تكون أدلة واضحة على ذلك حيث أن سياسة التنظيم تجاه المملكة تقوم على تجنيد الجهاديين عن بعد من خلال الانترنت وتحديد الأهداف لهم دون القيام بأي دور في تدريبهم أو اعدادهم على المستوى العسكري.

وأوضحت الصحيفة أن التجنيد لصالح التنظيم داخل المملكة يتم من خلال الأصدقاء أو الأقارب، حيث يسعى كل جهادي موالي للتنظيم لضم المقربين منه، في حين أن القيادات في سوريا أو العراق تقوم بتحديد الأهداف وكذلك توفير المواد المتفجرة أو على الأقل تعليمات حول كيفية صنعها.

ربما يكون الابتعاد عن الأنظار، سببا رئيسيا في صعوبة الكشف عن شبكات الجهاديين الموالين للتنظيم المتطرف داخل المملكة، بحسب الصحيفة، وبالتالي فإن قوات الأمن السعودية سوف تجد صعوبة بالغة في القبض على أعضاء تلك الشبكات أو حتى التنبؤ بالعمليات الإرهابية قبل حدوثها، في ظل مواجهة تنظيمات ليس لديها الكثير لتخسره في حالة أية مواجهة.

على عكس التكتيكات التي كان يتبناها القاعدة في المملكة منذ حوالي عقد من الزمان، فإن داعش ليس لديها قيادة مركزية داخل السعودية يمكن لقوات الأمن استهدافها، بحسب الصحيفة، حيث أن قيادات التنظيم يطلبون من الموالين لهم في المملكة بالبقاء داخلها وعدم الانضمام للميليشيات المتواجدة في سوريا أو العراق، وهو ما يعد أمرا في غاية الخطورة لأنه من الصعب تحديد تلك الخلايا النائمة.

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.