شارك

في الوقت الذي تتجه فيه الولايات المتحدة نحو اتخاذ إجراءات من شأنها إدانة السعودية في تقديم الدعم لتنظيم “القاعدة” خلال أحداث 11 سبتمبر، فإنها تسعى لدور سعودي كبير من أجل الوصول إلى حل سياسي في سوريا خلال المرحلة المقبلة، الأمر الذي ربما يتنافى بصورة كبيرة مع المنطق، بحسب “جلوبال ريسيرش”.

وأضاف الموقع الكندي البحثي، المهتم بالشؤون الدولية، أنه ربما يكون هناك جانب واقعي في الرؤية التي تتبناها واشنطن في ظل صعوبة إيجاد حل للأزمة السورية، بينما تستمر المملكة في تقديم الدعم لتنظيمات المعارضة وتزويدها بالسلاح، إلا أن ما يثير التساؤلات هو استمرار أمريكا في تقديم الدعم العسكري للمملكة، في حين أن الحكومة السعودية تتحالف حاليا مع الحكومة التركية التي تقصف الأكراد الذين يمثلون القوة الوحيدة على الأرض التي تستطيع مجابهة التنظيم الإرهابي “داعش”، بحسب “جلوبال ريسيرش”.

وهنا يكمن التناقض الأمريكي، بحسب ما زعم الموقع الكندي في تقرير له اليوم الجمعة، قائلًا إن واشنطن لا يمكنها أن تدخل في صراع سياسي مع الرياض، في ظل التحالف الذي يجمع بين الأسرة السعودية الحاكمة منذ تأسيس المملكة في الثلاثينيات من القرن الماضي، والإدارات الأمريكية المتعاقبة، بينما لا تستطيع أن تقدم التزاما لدعم الأهداف السعودية طويلة المدى التي تسعى المملكة لتحقيقها منذ بداية الصراع.

وأشار الموقع البحثي إلى الزيارة الأخيرة التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى السعودية، مرتئيًا أنها كانت تهدف في الأساس إلى “تهدئة حليفها الغاضب قبل محادثات فيينا حول إنهاء الأزمة السورية، لضمان الدعم السعودي للولايات المتحدة في مجابهة روسيا”، مشيرًا إلى أن هذا الأمر أثار غضب المملكة التي تسعى لإسقاط الحليف الرئيسي لطهران في الشرق الأوسط.

من هنا، يبدو أن غرض الزيارة ليس في التفاوض حول كيفية إنهاء الحرب في سوريا، هكذا قال “جلوبال ريسيرش”، ولكن تقديم تعهدا أمريكيا جديدا بمواصلة تقديم المساعدة للسعودية بكل الطرق الممكنة للوصول إلى النهاية التي يتمناها حكام المملكة، ألا وهي سوريا بدون الأسد.

وأضاف الموقع أن التناقض الأمريكي يبدو كذلك واضحا بصورة كبيرة في الاختلاف الكبير بين موقف واشنطن الداعم للسعودية وتركيا من جانب، بينما تبقى مناهضة للعديد من الجماعات المعارضة في سوريا، والتي تحصل على دعم كبير من تلك الدول سواء ماليا أو عسكريا، أو يبقى السؤال بصيغة أخرى كيف تصنف الولايات المتحدة نفسها بأنها ليست لاعبا داعما للمعارضة، بينما تقدم الدعم للدول الداعمة لها؟

وأشار الموقع إلى بيان الخارجية الأمريكية والذي دار حول محادثات كيري مع المسؤولين السعوديين، موضحًا أن “كيري” ناقش كيفية تعزيز الهدنة وإحلال السلام في سوريا، إلا أن الأمر ربما لم يكن كذلك، لأن واشنطن لو أرادت تحقيق السلام في سوريا، كان ينبغي على “كيري” مناقشة سبل توقيف الدعم السعودي للجماعات المعارضة هناك.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.