شارك

دعا نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي، إلى ضرورة استعادة زمام المبادرة في معالجة الأزمات الحادة التي تعاني منها عدد من الدول العربية مثل سورية واليمن وليبيا والصومال، منبها إلى أن تلك الدول مهددة بوحدتها وكياناتها.

وطالب السفير بن حلي، في مداخلة له الأربعاء، في الجلسة الأولى لمؤتمر رؤساء المجالس والبرلمانات العربية تحت عنوان “التحديات الراهنة التي تواجه الأمة العربية”، بضرورة “العمل على وقف النزيف في الجروح المفتوحة في الجسم العربي من خلال وضع هذه الأزمات على طريق الحل في الإطار العربي أساسا، مع الاستفادة من الدعم الدولي، كعامل مساعد للجهود العربية، والكف عن تصدير أزماتنا العربية إلى المجتمع الدولي والمراهنة على الحلول الدولية خاصة ونحن ندرك الأجندات والمصالح التي تحرك القوى الدولية في مثل هذه الحالات وهى تستفيد وتستغل ذلك، ومدى استغلالها لهذه الأزمات”.

وقال بن حلي إن “جيلنا الحاضر مسؤول على الحفاظ على مقومات الدولة الوطنية التي ضحى من أجلها آباؤنا الذين أتوا بالاستقلال والحرية”، مشيرا إلى أن هذه المسؤولية تتطلب الاستجابة لمطالب الشعوب العربية في عملية الإصلاح والتغيير لإرساء دعائم الدولة الحديثة بطاقات شبابها ومكونات شعبها وأن يكون الشباب العربي بطموحاته اللامحدودة في الصدارة.

وأكد ضرورة إصلاح ذات البين في العلاقات العربية البينية، باعتبارها المنطلق الأساسي لما سيأتي بعد ذلك، وتنقية أجواء العلاقات العربية وإزالة الغيوم التي تسود أفقها ما بين بعض الدول العربية، والعمل على استعادة المبادرة والفعل للموقف العربي الواحد، وهو ما يتطلب التحرك الميداني من قياداتنا.

وأكد أهمية العمل على إرساء أساليب وأطر توائم ما بين المصالح الوطنية لكل دولة عربية والمصالح الجماعية المشتركة، وإزالة الشكوك “وهي أحد النقاط السوداء وعدم الثقة التي تطرأ في السماء العربية من حينٍ لآخر، وعدم السماح للاختلاف في الرأي أن يتحول إلى خلافات تسئ للعلاقات العربية وتنعكس سلباً على المواطن العربي”.

وطالب السفير بن حلي بضرورة إبقاء القضية الفلسطينية، مهما كانت المشاكل والأزمات، على رأس الأولويات العربية، وفى دائرة الاهتمام الدولي، خاصة بعد أن فشلت جميع المساعي والمبادرات بما فيها المبادرة العربية لإيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.

وقال بن حلي إن القضية الفلسطينية دخلت حالة الجمود بسبب اختلال المعادلة مع قوة الاحتلال الإسرائيلي المحصنة ضد أي محاسبة أو عقاب من المجتمع الدولي، وأيضاً بسبب الوضع الفلسطيني والعربي، مؤكدا أن هذا الواقع يتطلب أفكارا خلاقة ومقاربات جديدة لكسر هذه المعادلة المختلة، مشيرا إلى أن البرلمانات العربية تمثل روافد هامة للدبلوماسية العربية في تحريك هذا الواقع لنصرة القضية الفلسطينية، وتوفير سبل الدعم الكافي لصمود الشعب الفلسطيني.

وطالب بضرورة مواجهة تنامي موجات الإرهاب المتتالية، ودحر الفكر المنحرف والمتطرف، وأهل الردة، وإنقاذ الشباب العربي من مصادرة ربيع أحلامهم ومستقبل أوطانهم من قبل هؤلاء بائعي الأوهام وتجفيف المستنقعات التي تفرخ الإرهاب، ووأد النعرات الطائفية والانغلاق التي تتغذى على ما يفرزه الإرهاب من آفات على حساب التعايش السلمي بين مكونات الشعوب واستقرارها.

وأشار إلى أن الركب العربي تأخر عن القافلة العلمية الدولية، ليس فقط مقارنةً بالدول المتقدمة، وإنما بأقراننا من الدول النامية أو الصاعدة، ولذلك لابد من الهرولة للالتحاق بقافلة العلم.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.