شارك

منع لاعب كرة قدم إيراني من تمثيل منتخب بلاده لمدة ستة أشهر بسبب ارتدائه سروال الشخصية الكرتونية الشهيرة “سبونج بوب”، أثار جدلا كبيرا، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”، موضحة أن القرار المثير يأتي في وقت يسيطر فيه التيار المعتدل على مقاليد الأمور في البلاد، ما قوض كثيرا من تفاؤل قطاع كبير من المتابعين للمشهد الإيراني في المرحلة المقبلة.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن صورة تم تداولها لحارس المرمى الإيراني سوشا ماكاني، على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كان يرتدي قميص أزرق وسروال أصفر ضيق عليه نقط سوداء، يشبه سروال الشخصية الكرتونية الشهيرة “سبونج بوب”، ما دفع مسئولي نشاط كرة القدم في الدولة الفارسية إلى اتخاذ القرار بوقفه عن اللعب للمنتخب.

Capture

واعتبرت لجنة الأخلاق التابعة لاتحاد كرة القدم الإيراني أن الملابس التي ظهر بها اللاعب، والذي يبلغ من العمر 29 عام، غير لائقة، بحسب الصحيفة الأمريكية، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن القرار ليس نهائيا، إذ أن اللاعب مازالت أمامه فرصة للاستئناف ضد القرار أمام اللجنة المختصة بذلك.

وبحسب “واشنطن بوست”، فإنها ليست المرة الأولى التي تكون فيه مواقع التواصل الاجتماعي سببا في دخول اللاعب نفسه في مازق من هذا النوع، حيث قامت الشرطة الإيرانية باعتقال اللاعب نفسه في يناير الماضي، وتم وضعه في أحد السجون الإيرانية، بسبب صورة له انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أنها جمعته بمجموعة من السيدات.

1

وأوضحت الصحيفة الأمريكية البارزة أن المشاهير في الدولة الفارسية، سواء من الفنانين أو الرياضيين، يعانون كثيرا في الأشهر الماضية بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي دفع المدعي العام الإيراني عباس جعفري دولت ابادي لإطلاق تحذير في يناير الماضي من جراء إقدام أيا من المشاهير على نشر أي صور “معادية للإسلام” على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت أن التحذيرات التي أطلقها المسئول الإيراني ربما تعكس رغبة التيار المتشدد في طهران في إثبات قدرته على فرض نفوذه داخل مختلف المؤسسات الإيرانية، وذلك بالرغم من النجاح الكبير الذي حققه التيار الإصلاحي في طهران خلال الانتخابات البرلمانية التي عقدت في شهر فبراير الماضي.

Capture

وذكرت الصحيفة أن النهج الذي يتبناه المتشددين في إيران ظهر بوضوح في التصريحات التي ثارت الأسبوع الماضي من قبل عدد من الساسة المنتمين للتيار المتشدد، والذين انتقدوا أحد الممثلات الإيرانيات وتدعى ترانة عليدوستي، والتي تتمتع بشعبية كبيرة، بسبب ظهورها في أحد المناسبات بينما ظهر على ذراعها وشم لأحد المنظمات المدافعة عن حقوق النساء، وهو الأمر الذي أثار قدرا كبيرا من الجدل في الشارع الإيراني.

وأوضحت أن عددا كبيرا من المتابعين والخبراء المهتمين بالشأن الإيراني يرون أن السبب في النهج الذي يتبناه المتشددون يهدف إلى تقويض جهود الرئيس المعتدل حسن روحاني، بعد النجاحات الكبيرة التي حققها على المستوى الدبلوماسي بعدما تمكن من الوصول إلى الاتفاق النووي الذي جمع بين إيران والقوى الدولية الكبرى في يوليو الماضي، والذي ترتب عليه رفع العقوبات الدولية التي فرضت على طهران لسنوات طويله بسبب البرنامج النووي الإيراني.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.