القنبلة النووية العربية

القنبلة النووية العربية

شارك

كان عصر أبي العلاء المعري يموج بالفتن بين حواضر الأمة الإسلامية من فاطميين وعباسيين وروم صلبيين يقتحمون أسوار المعاقل والحصون بتواطؤ مع حراسها وصلات أمراء الدويلات الإسلامية بأباطرة الروم الصليبين الذين كانوا يصرحون بعدائهم السافر للعرب فكانت الحرب سجالا بينهم، ولكن كان الأخطر من ذلك أحفاد الفارسية تريد أن تسترجع سيطرتها على فلول الدولة الإسلامية المتصدعة بالحروب والفتن الشرسة، فألف أبو العلاء المعري رسالة الغفران ليعالج الشعر والشعراء، ورسالة الملائكة لعلماء النحو والصرف، ورسالته الصاهل والشاحج التي كانت تضج بنوازل الفتن وجوائح المهالك ونذر التفكك وحقد فارسي يشتعل ويخبو أحيانًا، ولكن تظل جذوته دائمًا تحت الرماد. وأحسب أن الزمن استدار مرة أخرى فانتشرت الفتن وحاصر الصفويون العالم العربي مع حصول إيران على رخصة دولية لإنتاج القنبلة النووية بشرط تأجيل الإعلان عنها عده سنوات ذرًا للرماد في الأعين وتنويم مغناطيسي لحلفاء أميركا من العرب وتأكيدًا على أن الغرب لا يهمه إلا مصالحه فقط فبدأت المغازلات الاقتصادية بين أوروبا وإيران قبل أن يجف حبر اتفاق جنيف، ولا عزاء للعرب.

لذا وجب التفكير الجدي في الرادع النووي العربي بلا مواربة ولا مماطلة، بل لا نزايد إذا اعتبرنا أن التفكير أصبح مرحلة متأخرة ويجب أن نتجاوزها إلى مرحلة الفعل والعمل، فنحن أمة لا ينقصها الخبراء ولا المال، وعلماؤنا حاضرون وجاهزون لتحويل الحلم النووي إلى فعل والدول العربية متحدة تملك المال الكافي لإنتاج الرادع النووي العربي الذي يجب أن يسبق إيران التي تنتظر انتهاء مدة العدة النووية الشرعية لتبدأ تنفيذ حلمها النووي وعليه يجب أن نباغت الصفويين ونمتلك زمام المبادرة النووية في الشرق الأوسط ونستطيع أن نفعل ذلك في أقل من المدة الممنوحة لإيران إذا توافرت الإرادة السياسية لتملك حاضرنا حتى نستطيع أن نملك مستقبلنا وحتى لا نصادر حق أجيالنا القادمة في حياة كريمة، وخصوصا أن العالم الآن فقط يمكنه أن يتفهم موقف العرب ويتغاضى عن المشروع النووي العربي بفعل توازن القوى القائم على توازن الرعب فهناك القنبلة اليهودية والقنبلة الهندوسية وهناك القنبلة السنية المتمثلة في باكستان الموجهة للهند وليست لحماية كل المسلمين.

فهل علينا نحن العرب أن نبقى عاريين لا نملك حتى ورقة توت نووية ولا عبرة بالاعتماد على تركيا لأن كل حساباتها قائمة على مغازلة أوروبا غزلاً عذريًا أحيانًا وصريحًا غالبًا لدرجة إعلانهم الصريح بأنهم دولة علمانية فلم يبقَ إلا العرب لحمل وحماية راية الإسلام السني المطهر والمعتدل ويصرف النظر عن الخلافات البسيطة بين العرب فيظل مستقبلهم مرتبطًا بوحدتهم وامتلاكهم للرادع النووي فهل نفيق أم نحتاج إلى رسالة «الصاهل والشاحج» لنقتنع بالقنبلة النووية العربية.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.