شارك

عندما هبت ثورات الربيع العربي في 2011، أشادت بها إيران معتبرة إياها صحوة إسلامية، وامتدادا للثورة التي أطاحت بحكم شاة إيران في 1979، ليكون التقارب بين طهران وتنظيم الإخوان، الذي سيطر على مقاليد الأمور في عدة بلدان عربية بعد تلك الثورات، أمرا واقعيا،  “ميدل ايست اي”.

الموقع الإخباري البريطاني ذكر أن إيران مازالت، رغم مرور سنوات من تلك الثورات التي أطاحت بالعديد من الأنظمة الحاكمة، تعترف بأن هناك العديد من القواسم المشتركة تجمعها مع الإخوان، من بينها مفهوم الديمقراطية الإسلامية، بدليل ترجمة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئي، كتابات القيادي التاريخي للجماعة سيد قطب، في حين كان النموذج الإيراني مثالا يحتذى به في نظر العديد من قيادات التنظيم، وعلى رأسهم اللبناني يحي يكن والتونسي راشد الغنوشي.

دعم إيراني لمرسي

كانت الدولة الفارسية هي أكثر الدول الداعمة للإخوان في مصر، بعد وصول الرئيس الأسبق محمد مرسي إلى رأس السلطة في يونيو 2012، وربما تجلى دفء العلاقات بين إيران والإخوان في زيارة مرسي لطهران بعد شهرين فقط من وصوله إلى السلطة في بلاده، وذلك بعد حالة من الجمود الدبلوماسي استمرت لأكثر من 33 عام، منذ قيام مصر بتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل.

وبعد الإطاحة بمرسي على إثر ثورة شعبية كبيرة، أدانت طهران قرار عزله من السلطة، وإن كانت حريصة على المشاركة بوفد في حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلا أن ذلك لم يمنع بعض المشاحنات، بين الجانبين، مثل استدعاء مصر القائم بأعمال السفير الإيراني للإعراب عن رفض القاهرة للدعم الإيراني للإخوان.

بداية الانقسام

لكن التقارب الإخواني الفارسي لم يخف الانقسام الراهن بين الجانبين، هكذا يقول موقع “ميدل إيست اي”، فإيران لم تنس مطلقا ما سمى بـ”مؤتمر نصرة الشعب السوري”، والذي عقد في القاهرة في يونيو 2013، بحضور الرئيس المعزول، والذي أعلن عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، وانتقاده الصريح للدور الذي يلعبه حزب الله اللبناني في سوريا لدعم نظام بشار الأسد.

وأوضح الموقع أن الأزمة السورية أربكت الحسابات الإخوانية، وأن إعلان الجماعة لموقفها بهذه الصورة جاء نتيجة إحساسها بالتهديد من جانب التيار السلفي الذي كان يحظى بشعبية كبيرة في ذلك الوقت، سمحت له بالاستحواذ على حوالي 25% من المقاعد البرلمانية، بدليل حضور عدد كبير من قادة التيار السلفي للمؤتمر الذي سبق خروج مرسي من السلطة بأيام قليلة.

قلق إيراني

الأمر لم يقتصر على الإخوان في مصر، هكذا قال “ميدل إيست اي”، وإنما امتد إلى كافة التنظيمات التي تدين بالولاء لمؤسس الجماعة حسن البنا، من بينها حركة النهضة في تونس، والتي يرأسها راشد الغنوشي، ونظمت مؤتمرا في نفس الفترة لدعم المجلس الوطني السوري، والذي ضم كافة أطياف المعارضة السورية، وعلى رأسها جماعة الإخوان في سوريا.

من جانبها، يقول الموقع المهتم بشؤون الشرق الأوسط، فإن إيران لم تنظر لما يحدث في سوريا باعتباره انتفاضة شعبية ضد نظام ديكتاتوري، ولكن كان أكثر ما يقلقها هو دعم دول الخليج للمعارضة السورية، في حين توسعت الحركات السنية في المنطفة، وبالتالي لم يكن أمامها سوى التضحية بدعم بعض العرب السنة مقابل الاستمرار في المعركة التي تراها دفاعية في الأساس ضد السعودية.

الجماعة فقدت مصداقيتها

منذ ذلك الحين، ربما فقدت الجماعة مصداقيتها إلى حد كبير لدى طهران، بحسب الموقع، ولكن مازال بعض ممثليها يحظون بثقة إيران رغم اختلاف المواقف فيما بينهم، مثل راشد الغنوشي في تونس، والذي حرص على الحفاظ على العلاقات الودية مع طهران رغم التباين الكبير في وجهات النظر حول سوريا.

وأوضح الموقع أن هناك مخاوف لدى النظام الإيراني من احتمالات تحول الإخوان نحو الفكر السلفي، إذ أصدرت قيادات شيعية كتبا حول التطرف والحركات التكفيرية في المنطقة، وتناولت تاريخ الجماعة، وبالتالي ربما تشهد العلاقات الإيرانية الإخوانية تحولا من حالة احترام متبادل إلى عداء قد يؤدي لمزيد من الاستقطاب السني الشيعي في المنطقة.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.