حسن مشهور: العقل السعودي وجدلية الإختطاف

حسن مشهور: العقل السعودي وجدلية الإختطاف

شارك

لطالما اعتقدنا ان المؤسسة الدينية بالإضافة للمؤسسة التعليمية وقبل ذلك الأسره هي الأدوات المُشكّلة للعقل الفاعل للشباب السعودي. الا أن متتالية الأيام ، قد القت الضوء على مشكّلات أخرى – كنا نحسبها في مامضى ثانوية – الا أنها على حين غرة منا قد انتقلت من الخلف الى المربع الأول لتغدوا هي من يلعب دوراً حاسماً في التوجهات الثيولوجية للجيل الحالي. واعني بذلك الميديا الحديثة وتلك التنظيمات الراديكالية التي تتقنع خلفها وتسعى جاهدة لاختطاف العقل السعودي ولشيوع لغة الكره على مفردات السلام.

حقيقة والى زمن قريب كنا كآباء نترك فلذات الأكباد يقضون وقتاً ليس بالقصير في تصفح الشبكة العنكبوتية او السوشل ميديا ، كان الغالبية منا يعتقد بأن المُخْرج النهائي لهذه الممارسة التقنية هو ازدياد الكم المعرفي لأبنائنا ولشبيبة المجتمع بشكل عام .

الا أنه وعلى حين غرة منا ، فأن خفافيش الظلام قد استطاعت أن تتسلل الى تلك الحقول التي يرتادها أبناءنا ومن ثم تمكنت من غسل ادمغتهم وافهامهم بأن المكون المجتمعي ليس على الصواب الديني وأن العديد من فرائض الدين الإسلامي مغيبة وتحديداً فريضة الجهاد الى آخر ما هنالك من المداخل التي من خلالها يتمكنون من الولوج للعقول الغضة لهؤلاء الشباب والسيطرة عليها. لنفاجأ لاحقاً ، بأن ذلك الشباب الغر قد أصبح قنابل موقوته توجه ضدنا وضد مصالحنا وضد كل ماهو جميل في وطننا .

بل أن الأمر الكارثي ، أن تلك الأضرار قد تعدت المصالح الاقتصادية  لتطال الداخل الوطني ،  عبر استهداف دور العبادة الخاصة بالمكون الطائفي الشيعي – كما جرى في مسجدي القديح والعنود – و ذلك  بهدف خلق حالة احتقان داخلي ومن ثم الإضرار بتوافقنا المجتمعي وبسلمنا الأهلي .

وعلى الرغم من الجهود الأمنية ، والأدوار الوقائية والتوعوية ممثلة بمركز المناصحة و التي تلعبها وزارة الداخلية السعودية الا إن الأيام القادمة  – في تقديري – ستكون حبلى بالمزيد من المفاجآت . ولذا فالمواطن السعودي مطلوب منه في القادم من الأيام أن يضطلع بأدواره الوطنية المفترضة ، والتي ابسطها هو التعاون مع الداخلية في الإبلاغ عما يثير الشك أو الريبة وكذلك في توعية الأبناء والأقارب بخطر الفكر التكفيري الضال على امن الوطن واستقراره.

كما أن المؤسسة الدينية الرسمية ممثلة بمراكز الوعظ مطالب منها بذل المزيد من الجهد في توعية الشباب وإزالة ما يَشْكَل في عقولهم من لبس في الأمور المتعلقة بالمعتقد الديني.

وختاما ، فلنعي جيداً بأن مواجهة الحركيين الظلاميين وفكرهم التكفيري لن تكون بالسهلة ولكنها في ذات الوقت ليست بالمستحيلة طالما جعلنا نصب أعيننا هدفاً سامياً أبسط مفرداته ، هو ضمان امن المملكة واستقرارها ومستقبل الأجيال القادمة من أبنائنا بشكل خاص.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.