السعوديون في تركيا

السعوديون في تركيا

عرض/ مجدي سمير

شارك

لازالت واقعة تعدي أفراد شرطة الجوازات بمطار أتاتورك التركي الدولي قبل نحو عشرة أيام على أسرة سعودية كانت تعتزم زيارة إسطنبول بهدف السياحة، تشغل الرأي العام السعودي الذي استهجن وغضب من سوء المعاملة والضرب الذي أفراد وطنه على يد الشرطة التركية.

وفي هذا الإطار كتب الدكتور عبدالواحد الحميد، مقاله بعنوان “السعوديون في تركيا” ليشير إلى التباين في التعامل بين السياح العرب والخليجيين عن نظرائهم الأوروبيين في المدن التركية، مؤكدا على سوء المعاملة التي يلقونها وكأنها متعمدة أحيانا، قائلا “من اللافت للنظر أن الكثير من السعوديين الذين فضلوا في السنوات الأخيرة أن يقضوا إجازاتهم الصيفية في تركيا بدلاً من الوجهات الأخرى اكتشفوا أن سقف توقعاتهم عن ذلك البلد كان مرتفعاً بعدما تعرضوا لبعض المواقف غير الطيبة في تركيا الشقيقة”.

وأضاف “فالسعوديون الذين كانت تركيا في البداية بمثابة اكتشاف بالنسبة لبعضهم .. صدموا بجلافة التعامل التي يتلقونها في بعض الأماكن الرسمية والمواقع السياحية وكأنها مقصودة وموجهة لهم وللخليجيين بشكل عام بخلاف ما يلقاه سياح آخرون من جنسيات أوروبية وأمريكية وغيرها”.

وحاول الحميد الاستطراق إلى بعض الأسباب لذلك مع التأكيد على رفض رد الفعل العنيف والسيء الذي يلقاه المواطن الخليجي داخل المجتمع التركي “فكما أن بعض الخليجيين قد يتصرفون بتلقائية تقترب في نظر بعض الأتراك من السلوك الفوضوي فإن الكثير من الأتراك وبخاصة القادمين من خارج المدن الكبرى يتصرفون بطريقة قد تكون أكثر فوضوية من بعض الخليجيين وبالتالي فإن تلك السلوكيات ليست غريبة عليهم مثلما قد تكون غريبة في لندن أو باريس مثلاً، وهذا ليس دفاعاً عن أي سلوك غير منضبط من الخليجيين وإنما فقط لوضع الأمور في نصابها خصوصاً عندما نلاحظ التصرفات التلقائية لبعض الاوروبيين والأمريكيين وبعض الجنسيات الأخرى حين يمارسون سلوكيات صادمة وغير مقبولة وغير مريحة لغالبية الناس في مجتمع مسلم كالمجتمع التركي سواء في ما يتعلق بالملبس والمظهر أو في مظاهر السلوك الأخرى. ومع ذلك لا يتعرض الغربيون للمضايقات التي يتعرض لها السائح الخليجي”.

وتابع مقاله قائلا “لقد انجذب الخليجيون إلى تركيا وبأعداد هائلة وهم يحملون معهم عملتهم الصعبة سواء كسياح ينفقون أضعاف ما ينفقه السائح الغربي أو كمستثمرين في العقار وفي غير العقار، وقد بدت تركيا -على الأقل من الناحية النظرية- بديلاً أقرب إلى نفوسهم من بعض الدول غير الإسلامية. ولكن صنوف المعاملة التي يتعرضون لها قد تجعلهم يعيدون حساباتهم”.

واختتم مقاله قائلا “أتمنى أن تعمل الحكومة التركية على إيجاد الظروف التي تساعد على اطمئنان السائح والمستثمر الخليجي؛ وإذا كانت لا تستطيع فإن من واجب الحكومات الخليجية تنبيه مواطنيها إلى ذلك. أكرر القول أنني أكتب عن هذا الأمر بصرف النظر عما ستسفر عنه التحقيقات في قضية الأسرة السعودية في مطار أسطنبول، فهناك قصص أخرى مؤسفة لا أود أن أتطرق إليها لأن الهدف ليس صب الزيت على النار ولأن تركيا تظل دولة شقيقة وعزيزة على قلوبنا”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.