شارك

أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أن علاقة لبنان بالمملكة العربية السعودية تاريخية وعميقة غير ظرفية، واللبنانيين حريصون على هذه العلاقة.

وقالت الخارجية، في بيان اليوم السبت، تعليقاً على القرار السعودي وقف المساعدات للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية “أخذت وزارة الخارجية والمغتربين علما بموقف المصدر المسؤول في المملكة العربية السعودية حول إعادة مراجعة العلاقة مع لبنان، بما يتضمن وقف المساعدات لتسليح الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية”.

وتابع البيان “إن العلاقة بين الجمهورية اللبنانية والمملكة العربية السعودية ليست علاقة ظرفية مرتبطة بظروف عابرة، بل هي علاقة تاريخية عميقة مبنية على روابط وثيقة بين الدولتين والشعبين. وبالتالي فإن الموقف السعودي المستجد لا يلغي الحرص الذي يبديه اللبنانيون، المقيمون والموجودون في المملكة، بالحفاظ على هذه العلاقة، ولا يوقف الجهد الدائم الذي تقوم به الخارجية لحماية هذه العلاقة مما يسيء إليها خارجا عن إرادة الوزارة والحكومة اللبنانية، مع أهمية التفهم السعودي لتركيبة لبنان وظروفه وموجبات استمرار عمل حكومته واستقراره”.

وأضاف البيان “تؤكد الخارجية اللبنانية أنها كانت أول من بادر في لبنان إلى إصدار موقف رسمي على لسان وزير خارجيتها أدان فيه التعرض للبعثات الدبلوماسية السعودية في إيران ولأي تدخل في شؤونها الداخلية، وأعلن تضامنه معها في هذا المجال؛ كما أعادت تأكيد هذا الموقف في محطات عدة، ومنها في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة بطريقة خطية وبتوقيع من الوزير نفسه وفي اجتماع منظمة العمل الإسلامي خطيا من قبل سفير لبنان في المملكة العربية السعودية”.

وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية تكرر “ما شرحته سابقا بأن الموقف الذي عبرت عنه جاء مبنيا على البيان الوزاري وبالتنسيق مع رئيس الحكومة كما هو معروف، ومن ثم من خلال عرضه من قبل الوزير على طاولة الحوار الوطني وفي داخل مجلس الوزراء، موافقا على مراجعته إذا قررت الحكومة ذلك وهو ما لم تفعله”.

وأوضح البيان أن موقف وزارة الخارجية اللبنانية “قائم على الحفاظ على الوحدة الوطنية من دون التعرض للتضامن العربي ولصدور أي موقف نابع عنه، حيث أن الموقف المبدئي الدائم الذي اعتمدته الحكومات اللبنانية الأخيرة هو عدم الدخول في نزاعات إقليمية بل اعتماد مقاربة توفيقية، وإذا تعذر ذلك فالاكتفاء بالنأي بلبنان بحسب مقررات الحوار الوطني والبيان الوزاري وهو الأمر الذي تم تفهمه وتشجيعه دائما من قبل إخواننا العرب، إلا إذا أصبح المطلوب من لبنان الآن أن يدخل في قلب هذا الصراع وفي أحد محاوره”.

وأشار البيان إلى أن “المواقف اللبنانية التي تصدر محاولة الاستفادة السياسية الرخيصة من موقف المملكة من دون أن تتحمل المسؤولية في تقديم البديل وتحمل تبعاته، هي مواقف تزور حقيقة الموقف اللبناني السليم وتسبب في زيادة التشنج في العلاقة اللبنانية- السعودية، وفي المزيد من التوتر الداخلي، وتشجع المملكة على المزيد من الاجراءات في إطار مراجعة العلاقة اللبنانية- السعودية، وتضع مصالح اللبنانيين على محك المراهنات الداخلية لأصحابها في موضوع الرئاسة”.

وقال البيان “ستبقى الخارجية اللبنانية تعبر عن مواقف الحكومة اللبنانية ومصالح اللبنانيين وتحمل همهم، وتسعى للاعتناء بالمنتشرين اللبنانيين الذين ما قدموا سوى الخير للبنان وللدول التي عملوا فيها، وهم لا يستحقون سوى التقدير والرعاية والجهد لإعادة العلاقات اللبنانية- السعودية إلى طبيعتها لينعم اللبنانيون في المملكة والسعوديون في لبنان بأسمى مشاعر الانتماء إلى مجتمعات ودول تحتضنهم وترعاهم تماما كمواطنيها”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.