الجيش اليمني يستعد لتحرير صنعاء.. وقوات سعودية تتوغل في صعدة

الجيش اليمني يستعد لتحرير صنعاء.. وقوات سعودية تتوغل في صعدة

شارك
TOPSHOTS Fighters loyal to Yemen's exiled President Abedrabbo Mansour Hadi gather at a military site near the country's third-largest city Taez on August 25, 2015. Shiite Huthi rebels and their allies fired rockets into a residential district of Taez, killing 14 civilians, mostly women and children, officials said on August 24, 2015, as battles raged for control of the key city. AFP PHOTO / AHMAD AL-BASHA

كتب/ هشام السروجي – وكالات

تواصل القيادات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية بالتنسيق مع التحالف، تقدمها في محافظات شمالية، وسط مبادرة جديدة للحل لإنهاء الصراع، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الصمود أمام التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة واستعادة زمام السيطرة في بعض المناطق الشمالية.

 

الوضع الميداني

766

شنت طائرات التحالف العربي، الأربعاء، سلسلة غارات على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح في محافظة البيضاء، وسط أنباء عن وصول قوة سعودية إلى عدن ومروحيات إلى محافظة مأرب.

فيما هبطت 6 مروحيات “أباتشي” تابعة للتحالف، الذي تقوده السعودية، في مطار صافر بمأرب، التي تشهد منذ أيام عدة وصول تعزيزات عسكرية.

ويأتي ذلك بعد وقت قصير على وصول قوة عسكرية سعودية إلى مطار عدن الدولي في جنوب اليمن، وذلك في إطار عملية “إعادة الأمل” الساعية إلى دعم الشرعية وعودة الاستقرار إلى البلاد.

وقالت مصادر عسكرية، فضلت عدم الكشف عن هويتها إن قوة تضم 100 جندي سعودي مدعومة بآليات وكاسحات ألغام، وصلت إلى عدن التي نجحت المقاومة في تحريرها من المتمردين.

قال مصدر محلي اليوم الأربعاء إن 15 من المسلحين الحوثيين وقوات صالح قُتلوا في قصف لمقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بمنطقة بيحان في محافظة شبوة (جنوب شرق اليمن).

وذكر المصدر لـ«المصدر أونلاين» إن سلسلة الغارات استهدفت مواقع في نجد مرق، ودمرت دبابات وعربات (أطقم) ومخزن لأسلحة مسلحي الجماعة.

وهزت انفجارات عنيفة صنعاء فيما أطلق الحوثيون نيران المضادات الأرضية باتجاه الطائرات المغيرة.

ونقلت مواقع يمنية عن شهود عيان قولهم أن طيران التحالف استهدف معسكر النهدين والقصر الرئاسي بالعاصمة، مشيرين إلى تواصل تحليق الطائرات المقاتلة في أجواء المدينة.

من جهة أخرى، تمكنت اللجان الشعبية بمحافظة صنعاء الأربعاء من تصفية القيادي الحوثي محمد عبدالله أبو العز المسؤول عن اقتحام منزل الرئيس عبدربه منصور هادي، وذلك في كمين محكم جنوب العاصمة اليمنية. يذكر أن أبو العز يعتبر من أبرز قيادات جماعة الحوثي في صنعاء.

وفي محافظة البيضاء قتل 40 شخصا على الأقل بغارات شنها التحالف العربي على مواقع لجماعة أنصار الله الحوثية وقوات عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح خلال معارك، وذكرت مصادر عسكرية أن القتلى هم 19 عنصرا من المسلحين الحوثيين، و15 شخصا من اللجان الشعبية و6 مدنيين لقوا حتفهم في الاشتباكات والغارات الجوية في مديرية مكيراس، الواقعة عند الحدود بين محافظة البيضاء ومحافظة أبين.

وقالت مصادر صحفية يمنية في البيضاء إن طيران التحالف شن خمس غارات على معسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة البيضاء ومواقع يسيطر عليها الحوثيون في منطقة عريب في مديرية مكيراس، وأضافت المصادر أن الغارات أسفرت عن تدمير العديد من الآليات العسكرية التي كانت موجودة في المعسكر.

وعن موعد تحرير صنعاء قال نائب رئيس الأركان في قوات الجيش الوطني اليمني الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والشرعية الدستورية، اللواء سيف الضالعي، إن التحضيرات جارية على قدم وساق لتنفيذ عملية تحرير العاصمة صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح. وتوقع الضالعي، في تصريحات نقلتها عن صحيفة «الشرق الأوسط» أن يتم البدء في العملية عقب إجازة عيد الأضحى المقبل.

وأكد الضالعي أن عملية تحرير محافظتي تعز ومأرب، باتت قاب قوسين أو أدنى، مشيرًا إلى أنه لن تبدأ معركة صنعاء، قبل استعادة السيطرة على هاتين المحافظتين، «لأنهما ستكونان طريق التحرك نحو صنعاء».

وأكد أن هناك ترتيبات تجري مع رجال المقاومة في المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء، وأن «العمل الفعلي، حاليا، يجب أن تقوم به المقاومات الشعبية، لأن الجيش اليمني يعتبر منتهيا، فالجيش الذي كان موجودا لم يكن جيشا للوطن، لقد كان جيشا لعلي عبد الله صالح» حسب قوله.

 

صراع الحدود

9966-dp-news

وعلى صعيد صراع الحدود، أعلنت القوات المسلحة السعودية اعتراض قوات الدفاع الجوي الملكي، صباح اليوم الأربعاء، لصاروخ باليستي من نوع سكود، فقد تم اعتراضه في منطقة جازان جنوب المملكة. وأضاف البيان أن القوات الجوية السعودية، قامت فوراً بتدمير منصة إطلاق الصواريخ، داخل الأراضي اليمنية.

وكانت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، قد أعلنت في وقت سابق أن “وحدات الإسناد الصاروخية للجيش واللجان الشعبية في اليمن، قامت باستهداف الأراضي السعودية بهجوم صاروخي للمرة الرابعة”.

وقال الناطق العسكري لقوات الحوثيين وصالح، العميد شرف لقمان، إن القوات الصاروخية أطلقت “سكود” على كهرباء حامية جيزان، في إطار الرد على الهجوم السعودي.

وأعلن المتحدث باسم قوات التحالف العميد، أحمد عسيري، عن توغل للجيش السعودي داخل الأراضي اليمنية. وقال العسيري في حديث تلفزيوني إن “الهدف تكتيكي لا أكثر، مؤكداً أن لا أطماع لدى السعودية في الأراضي اليمنية”.

وجددت مقاتلات التحالف العسكري العربي الذي تقوده السعودية اليوم الأربعاء قصفها علي عدد من المناطق والمعسكرات التي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون بمحافظة صعدة (أقصى شمال اليمن).

 

المشهد السياسي

ln1008_1

وعلي صعيد المشهد السياسي، اجرى الرئيس عبدربه منصور هادي اتصالاً هاتفياً بمحمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد السعودي والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، يوم الاربعاء.

وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن هادي بحث مع محمد بن سلمان ، مستجدات الأحداث في اليمن، وجهود التحالف لدعم الشرعية بمرحلة إعادة الأمل التي تقودها المملكة العربية السعودية.

وذكرت أنه جرى خلال الاتصال أيضا بحث آخر التطورات للعمليات العسكرية لتحرير المدن اليمنية كافة من المتمردين على الشرعية والداعمين لهم، بالإضافة إلى تعزيز المساعدات الإغاثية والإنسانية الموجهة لليمنيين.

وصل إلى القاهرة، اليوم الأربعاء، وزير خارجية اليمن، رياض ياسين، في زيارة لمصر يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين المصريين لبحث تطورات الأوضاع في بلاده، بحسب مصادر دبلوماسية.

وأفادت مصادر دبلوماسية مصرية كانت في استقبال ياسين بمطار القاهرة الدولي، لوكالة “الأناضول”، أن ياسين سيلتقي خلال زيارته، التي لم تحدد مدتها، عدداً من المسؤولين المصريين لبحث تطورات الأوضاع باليمن.

 

المسار التفاوضي

769

وعلى صعيد المسار التفاوضي، فشل مساعي المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ في التوصل إلى تسوية. وقد غادر المبعوث سلطنة عمان، بينما يستعد وفدا “أنصار الله” وحزب “المؤتمر” لمغادرة مسقط أيضاً خلال ساعات قليلة، ويبدو أنّ ولد شيخ لا يريد أن يكون في مسقط مع بدء العمليات العسكرية في مأرب، ليعود بعدها إلى العاصمة العمانية “من أجل ضمان تنازلات من قبل أنصار الله”.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» اللبنانية، إنّ ولد الشيخ حمل معه مقترحاً سعودياً، تولى نقله الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، يدلّ على رفض التوصل إلى تسوية. إذ إن البنود أعادت الأمور إلى النقطة الصفر السابقة، وتضمنت نقاطاً تعكس عقلاً غير متوازن، مثل الطلب إلى «أنصار الله» تسليم سلاحهم، حتى الموجود في صعدة إلى قوة غير معلومة، وكذلك حل الجيش اليمني الحالي وإعادة تركيبه بطريقة مختلفة.

وطرح ولد الشيخ بعض الأفكار الهادفة إلى تنفيذ هدنات ذات طابع إنساني، وتشمل غالبية الأراضي اليمنية. كذلك تبيّن أنّ سفراء الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وروسيا أعربوا عن خيبة أملهم، بينما رفضت الولايات المتحدة ممارسة أية ضغوط حقيقية على الجانب السعودي.

 

 

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.