شارك

دعت جامعة الدول العربية إلى ضرورة تضافر الجهود لحماية الملكية الفكرية وزيارة الوعي العربي بموضوعاتها ، محذرة من خطورة قرصنة الأعمال الإبداعية والتي باتت تهدد الاقتصاد العربي والعالمي وتكبد المبدعين والشركات خسائر فادحة.

وأكد الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بالجامعة العربية السفير محمد التويجري، في كلمته اليوم الأربعاء في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “الإبداع الرقمي: الثقافة العربية تتجدد” ، والذي يأتي في إطار احتفال الجامعة باليوم العالمي للملكية الفكرية، أهمية استثمار الدول العربية للثورة التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي لخدمة الثقافة العربية وتجديدها ونشر القيم الصحيحة للدين الإسلامي‪ ‬.

وقال التويجري إن حقوق الملكية الفكرية تعني حقوق كل شخص سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإبداعيا ، حيث أصبح الابداع الرقمي في الحضارة والثقافة العالمية يمثل ثورة حضارية طغت على ما قبلها من إبداعات.

وتوقع التويجري أن يكون هناك بث فضائي على مستوى العالم لكل الأحداث وهو ما يستوجب إتخاذ الاجراءات والوسائل المناسبة وتعديل التشريعات لحماية حقوق الملكية الفكرية‪ ‬.

ولفت إلى أن الثورة الرقمية تشمل طفرة للمجتمعات والثقافة العالمية ، متسائلا: كيف يمكن للدول العربية أن تبدع في المجال الرقمي الذي يتناول كل مجالات الحياة؟‪ .‬

وقال التويجري إن اليوم العالمي للملكية الفكرية فرصة فريدة كل عام لمشاركة جميع أصحاب المصالح في جميع أنحاء العالم للنظر في الكيفية التي تساهم بها الملكية الفكرية في ازدهار الموسيقى والفنون والإبداع الرقمي الذي يساعد على بناء الحياة .

ومن جانبه ، أكد مدير المكتب الاقليمي للدول العربية التابع للمنظمة العالمية للملكية الفكرية الدكتور وليد عبد الناصر أن الثورة في مجال الاتصال والمعلومات كان لها مردود كبير على الإبداع الفكري في شتى المجالات ، وهو ما دعا المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية إلى مراجعة الكثير من التعريفات والمفاهيم القانونية بالاضافة لمراجعة عديد المعاهدات الدولية المعنية بالملكية الفكرية والتي تبلغ 26 معاهدة‪ .‬

وقال إن بعض الاحكام الواردة في هذه المعاهدات والاتفاقيات أصبحت قاصرة أمام مستجدات هذه الثورة مما يستدعي إعادة التفاوض حول أحكام هذه المعاهدات.

ونبه “عبد الناصر” إلى أن هناك فجوة رقمية بين دول العالم والمنطقة في هذا المجال ، مشيرا إلى وجود مذكرة للتعاون بين المنظمة والجامعة العربية تمثل نقلة نوعية في التنسيق والتعاون لنشر الوعي بحقوق الملكية الفكرية في المنطقة العربية‪.‬

وبدورها ، أكدت مدير إدارة الملكية الفكرية والتنافسية بالجامعة العربية الدكتورة مها بخيت إيمان الدول العربية بنظام الملكية الفكرية كمحرك اقتصادي تنموي ولهذا صدر قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي في فبراير الماضي بإنشاء لجنة فنية دائمة للملكية الفكرية تتكون من المسؤولين الحكوميين عن مكاتب الملكية الفكرية بالدول العربية ، تختص تلك اللجنة بوضع قواعد التعاون بين الدول العربية وصياغتها في شكل مشروعات تعرض على المجالس الوزارية والقمم العربية.

وأشارت “بخيت” إلى صدور القانون العربي الاسترشادي لحماية حقوق الملكية الفكرية، مؤكدة أن موضوع الملكية الفكرية أصبح بندا دائما على جدول أعمال القمم العربية والقمم الاقتصادية التنموية والقمة العربية مع دول أمريكا الجنوبية ومع الدول الافريقية‪ .‬

ويناقش المؤتمر على مدى يومين عددا من المحاور من بينها ، تداعيات توظيف الإبداع الرقمي في العرض المسرحي المعاصر ، وكتابة السيناريو كأداة للملكية الفكرية في الصناعات الإبداعية ، والبيانات الرقمية والقرصنة على الانترنت وأشكال القرصنة وأثارها على البيئة الرقمية .

كما يناقش الدليل الرقمي لجريمة فك القنوات الفضائية المشفرة والدواعي القانونية لمواجهتها ، والتحدي الذي يواجهه نظام الملكية الفكرية لضمان الحق المالي لأصحاب الحقوق المجاورة إلى جانب محور حول “استغلال الموسيقى عبر الانترنت الموسيقي من الفينيل إلى البث التدفقي “، ونظم المعلومات المكتبية عبر البيئة الرقمية ، والمكتبات الرقمية :تجربة إثراء المعارف الرقمية .

تجدر الإشارة إلى أن المنظمة العالمية للملكية الفكرية تحتفل هذا العام باليوم العالمي للملكية الفكرية تحت شعار “الإبداع الرقمي: الثقافة المتجددة”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.