شارك

“أريد أن أؤكد لكم أن هناك فرصة حقيقية للسلام الآن، خاصة وأن جميع الأطراف تريد التوصل إلى اتفاق”، هكذا قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية السعودي أنور عشقي، في حوار أجراه مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، موضحا أن الأمر ربما كان صعبا في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، في ظل مبادرة السلام العربية، إلا أن الأمر أصبح مختلفا بصورة كبيرة منذ وصول الملك سلمان إلى سدة الحكم العام الماضي.

الصحيفة العبرية زعمت أن “عشقي”، الذي وصفته بأنه مقرب من دائرة السلطة بالمملكة، رحب بالدعم الذي أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه أفيجدور ليبرمان، للخطة السعودية، واصفا إياها بالخطوة الجيدة، “لكن ينبغي أن يتبعها تحركات صحيحة”.

وأضاف “عشقي” أنه مر 14 عاما على مبادرة السلام العربية التي صاغها العاهل السعودي الراحل، إلا أن الأوضاع الآن بقت مختلفة تماما، حيث شهدت منطقة الشرق الأوسط تغييرات هائلة منذ ذلك الحين، فلم تعد هناك دولة سورية موجودة الآن، بينما جاءت موجات من الثورة والعنف لتجتاح دول المنطقة، وتأتي بمجموعة من القادة الجدد لتطيح بهم من جديد.

التغيير لم يكن بعيدا عن السعودية، هكذا قال “عشقي” في حواره، مضيفًا “قيادة المملكة شهدت تغييرات تؤكد أنها عازمة على تحقيق السلام، في ظل وجود العديد من المصالح المشتركة، وكذلك العدو أيضا يبدو مشتركا”.

وأوضح “عشقي” أنه كان يعلم أن “نتنياهو” سوف يعلن دعمه لخطة السعودية منذ أكثر من عامين، باعتبارها أفضل الحلول المتاحة لتحقيق السلام، إلا أنه لم يعلن ذلك أمام الأمم المتحدة ربما لتزيد إسرائيل من عزلتها، موضحا أن ما يعانيه الإسرائيليون من مقاطعة هو من جراء السياسات، وعدم التزام قادة الدولة العبرية بالوعود التي يقطعونها على أنفسهم.

وأضاف الخبير السعودي أنه إذا ما كان نتنياهو أقدم على دعم الخطة السعودية للسلام على الصعيد الدولي، كانت بلاده سوف تكون بمثابة المستفيد الأكبر من ذلك، لأن مثل هذه الخطوة سوف تدفع المملكة نحو تشجيع شركائها العرب لتحسين علاقاتهم مع إسرائيل، الأمر الذي ينعكس إيجابا مع العديد من الدول العربية الرئيسية في المنطقة، من بينها مصر والأردن.

وردا على سؤال من الصحيفة الإسرائيلية حول إمكانية تحسين العلاقات الإسرائيلية مع السعودية نفسها، قال “عشقي” أن بلاده سوف تنشئ منطقة تجارة حرة على جزيرة تيران، معفاة من الضرائب أو الجمارك، وبالتالي يمكن للمملكة أن تسمح لإسرائيل لتقديم ما لديها من سلع ومنتجات على الجزيرة.

وأضاف أن العلاقات السعودية الإسرائيلية لن تكون مرهونة ببناء المعبر، والذي سوف يستغرق بناءه حوالي خمسة سنوات، وإنما سوف تجد، بمجرد أن يتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي خطوات جادة لدعم خطة السلام العربية، مسؤولين سعوديين يجلسون مع نظرائهم الإسرائيليين، حتى أن الجميع سوف يتفاجأ بالنشاط الكبير الذي أصبحت تتمتع به المملكة مؤخرا.

وبحسب “يديعوت أحرونوت” اعتبر “عشقي” أنه من الممكن أن تصدر الحكومة الإسرائيلية قرارا بالانسحاب الكامل من الضفة الغربية، مستندًا على تصريحات نتانياهو الأخيرة، موضحا أنه من الممكن الدخول في حوار لمعالجة القضايا الخلافية، إلا أنه شدد أنه في حالة تقاعس حكومة نتانياهو عن تحقيق السلام فإن السلام ربما لن يتحقق، قائلًا “الظروف الحالية تمثل فرصة ربما لن تعود مرة أخرى”.

وخلال الحوار، نفى “عشقي” تماما ما أثارته الصحيفة حول كونه رسولا من قبل الحكومة السعودية، أو أنه يحصل على مباركة السلطات قبل عقد اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين، موضحا أن هذا الأمر لا يخرج عن كونه مديرا لمؤسسة بحثية، وبالتالي فاللقاءات التي يعقدها مفتوحة وشامله ولا تقتصر على أحد دون الآخر. مضيفًا “سوف تتواصل تلك الاجتماعات طالما أنني مقتنع أنها مفيدة وبناءة، وهو الأمر الذي لن يحدث إطلاقا إذا ما كنت مسؤولا رسميا في الدولة.”

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.