شارك

يبدو أن النهج الوحشي الذي يتبناه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يمثل شيئا بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأمر الذي شجعه على اصطحاب من وصفتهم بـ”البلطجية” العاملين معه أينما ذهب، حتى أثناء زيارته للولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت صحيفة “واشنطن تايمز”.

وقالت الصحيفة الأمريكية، في مقالتها الافتتاحية اليوم الثلاثاء، إن معهد “بروكينجز” للدراسات السياسية كان يميل إلى إلغاء خطاب الرئيس التركي الأسبوع الماضي، نتيجة المعاملة الخشنة التي تبناها حراسه مع الصحفيين الأمريكيين والأتراك الذين ذهبوا لتغطية الحدث، وهو المشهد الذي تذوقت فيه واشنطن من نفس الكأس الذي يشرب منه الأتراك يوميا.

التعامل التركي مع الصحفيين في الولايات المتحدة ليس الأول من نوعه، بحسب الصحيفة، ذاكرة أن العديد من المنظمات الحقوقية على مستوى العالم أدانت النظام التركي في العديد من المواقف التي اعتبرتها بمثابة انتهاكا لحقوق الإنسان، حيث وثقت منظمة العفو الدولية قيام الحكومة التركية بطرد اللاجئين، بما فيهم أطفال، وإعادتهم إلى سوريا من جديد بسبب عدم وجود مرافق معهم.

وأشارت الصحيفة إلى مخالفة أردوغان لوعوده المتعلقة بالحد من تدفق اللاجئين إلى دول أوروبا عبر الأراضي التركية مقابل الحصول على دعم مالي للاقتصاد التركي، الأمر الذي دفع الأوروبيين لعقد اتفاق مع أردوغان بتعامل تركيا مع اللاجئين السوريين والذين يصل عددهم إلى حوالي 2.7 مليون لاجيء مقابل الحصول على 3.3 مليار دولار.

ولكن بعيدا عما سوف تسفر عنه اتفاقية اللاجئين بين أوروبا وأردوغان، فإن إدارة أوباما لا ينبغي أن تبقى ساكنة تجاه السياسات الداخلية التي يتبناها أردوغان ونظامه وعلاقته بالتنظيمات الإرهابية في المنطقة ككل، بحسب “واشنطن تايمز”، في ظل حملته التي تبناها ضد الأكراد والذين يمثلون القوى الوحيدة على الأرض القادرة على التعامل مع داعش.

وأشارت إلى سياسات أوباما منذ دخوله إلى البيت الأبيض في العام 2009، حيث كان حريصا على التفاخر بعلاقته القوية مع رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان، متجاهلا النهج الراديكالي الذي يتبناه الزعيم التركي، إلا أنها توتر بعد ذلك مع توطيد العلاقات بين النظام الحاكم في تركيا من جانب مع تنظيمات أخرى على غرار حماس وحزب الله واللذين تضعهما واشنطن على قائمة المنظمات الإرهابية لديها.

ولعل أبرز مظاهر التوتر في العلاقة بين الصديقين أوباما وأردوغان، بحسب “واشنطن تايمز”، تمثل في رفض الرئيس الأمريكي لقاء نظيره التركي إبان حضوره قمة الأمن النووي، والتي عقدت في واشنطن الأسبوع الماضي، وذلك لأول مرة، حيث أرسل له نائبه جو بايدن للقاءه على هامش أعمال المؤتمر، وهو الأمر الذي يعد بمثابة إهانة دبلوماسية كبيرة للزعيم التركي.

واختتمت الصحيفة مقالها بالقول بأن الأحداث الدولية ربما لن تشهد الجديد سواء في سوريا، أو ما يخص أزمة اللاجئين السوريين، إلا أن التحدي الأهم يتمثل في قدرة الإدارة الأمريكية على التعامل مع الواقع، موضحة أن الرئيس الأمريكي ينبغي أن يثبت ما إذا كان يحب الواقعية في التعامل مع القضايا أم لا.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.