شارك

رغم الخصومة بين إيران والسعودية، والتي أدت إلى صراعات كبيرة بالوكالة فيما بينهما، من خلال دعم كل منهما للقوى الموالية لهما في دول الشرق الأوسط، إلا أن كلا منهما وضع لنفسه خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، يتمثل في عدم التدخل المباشر في الشؤون الداخلية، خاصة الأمن، بحسب “نيويورك تايمز”.

الصحيفة الأمريكية ذكرت أن صانعي السياسات في كلا البلدين أدركا أن إقدام أي منهما على تقديم الدعم إلى الأقليات المسلحة، سواء كانت الأقلية الشيعية في السعودية، أو السنية في إيران سيؤدي إلى تصعيد بين الدولتين، ويدفع إلى حالة من الانهيار في المنطقة بأسرها.

إلا أن هذا الاتفاق الضمني ربما لن يستمر، هكذا استطردت الصحيفة البارزة، موضحة أن إيران اتهمت السعودية بتقديم الدعم للجماعات التي تسعى لإسقاط الحكومة في الدولة الفارسية، أو تعمل من أجل زعزعة استقرار البلاد، ومن بينهم الانفصاليين الأكراد، بينما اتهمت الرياض طهران بأنها تدعم الأقليات الشيعية في السعودية، إلا أنهما لم يقدما دليلا دامغا يثبت صحة اتهامهما.

واستطردت “نيويورك تايمز” في تقريرها المنشور اليوم الخميس، أنه رغم نفي تلك المزاعم، إلا أن حالة من التصعيد تلوح في الأفق، خاصة مع قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ يناير الماضي، وكذلك معاناة الأقليات من التضييق عليها من قبل حكومتي البلدين، وهو ما يجعل التربة خصبة لوجود جماعات مسلحة تسعى لمجابهتها وتبقى في حاجة إلى الدعم الأجنبي.

وهنا يثور التساؤل حول ما يجب أن يتم فعله، في ظل تبادل الاتهامات، واحتمالات التصعيد بين الدولتين، وهو ما قد يؤدي إلى حالة من الانهيار الأمني، ليس فقط في كلا البلدين، ولكن في المنطقة بأسرها، بحسب الصحيفة الأمريكية، وبالتالي فهناك خطوات ينبغي اتخاذها لتفادي مثل هذا الاحتمال في الأيام القادمة.

السلطات السعودية ينبغي على الأقل تتجنب الإجراءات التي تجعلها تبدو وكأنها تخطط لإسقاط النظام الايراني، هكذا تقول الصحيفة، إذ أنها يجب أن تتوخى الحذر في علاقاتها بأي من الجماعات الكردية المسلحة، كما أن السلطات الإيرانية هي الأخرى يجب أن تتوقف عن استفزاز المملكة خلال المرحلة المقبلة، كما أنه يجب على كلا منهما العمل على تلبية المطالب المشروعة للأقليات المتواجدة لديهما، في ظل زيادة احتمالات تطرف أعضاءها من جراء الاجراءات القمعية التي تتخذ ضدها من قبل السلطات الحكومية.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول بأن مواطني منطقة الشرق الأوسط يبحثون باستماته عن القيادة الحكيمة التي يمكنها توفير الأمل للأجيال القادمة، وإنهاء الاضطرابات التي تحيط بمستقبلهم، وهو الدور الذي يمكن أن تقوم به السعودية وإيران، وهذا لن يتحقق إلا بالامتناع عن التدخل في الشؤون الأمنية الداخلية للدولة الأخرى.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.