شارك

صدر حديثاً في العاصمة المصرية القاهرة كتاب جديد بعنوان “حزب الله وسياسة المتعة… من الإرهاب إلى الإرهاب”،  للكاتب اللبناني فادي وليد عاكوم، والذي يضم اخر التطورات المتعلقة بحزب الله، بعد تصنيفه من قبل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي بمنظمة إرهابية.

وقسم الكتاب إلى تسعة أبواب تناولت معظم النواحي المتعلقة بحزب الله، بدءاً من نشأته في لبنان وانتشاره على حساب الأحزاب اللبنانية الأخرى، مع التركيز على الإرتباط الوثيق مع ولاية الفقيه والتبعية للقرار السياسي الإيراني بصورة مطلقة، كما كان لولاية الفقيه نصيبها من الإهتمام من حيث استعراض موجز لتاريخها وعملها الدؤوب للانتشار في المنطقة العربية بالغلاف الديني لتنفيذ المخططات السياسية الايرانية.

وركز الكاتب عاكوم على ضحد أكاذيب حزب الله وتستره بالعباءة الدينية، مع استعراض شامل لكل جرائمه المرتكبة في لبنان والمنطقة العربية والعالم، حيث كان يتم الاعلان عن بعض هذه العمليات على انها عمليات جهادية علماً أنها ليست إلا عمليات قامت بها جماعاته المسلحة لزعزة أمن البلدان العربية، واحتوى الكتاب باب كامل يرصد العمليات التي نفذت في منطقة الخليج (دولة الكويت – المملكة العربية السعودية – مملكة البحرين) بالإضافة إلى أسماء عناصر حزب الله المنفذين والأحكام القضائية الصادرة بحقهم، وبالنسبة للبنان فقد ركز الكاتب على العمليات التي كانت تجري في ثمانينات القرن الماضي وغالبيتها عمليات اغتيال سياسية لعناصر وكوادر الاحزاب المناوئة لحزب الله وتوجهاته، بالاضافة الى عمليات الخطف التي استهدفت رعايا أجانب وكان عناصر الحزب يقومون بها للحصول على أموال وأسلحة لصالح إيران.

وتناول الكتاب القرارات الصادرة عن مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية المتعلقة باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، مع اخر وأحدث الاجراءات المتخذة في هذا الصعيد خصوصا ملاحقة عناصر الحزب أمنياُ وقضائياُ، وبالطبع كان لسوريا نصيبها، حيث وفي باب بعنوان المستنقع السوري عرض الكاتب عاكوم الأسباب الحقيقية لتدخل حزب الله إلى جانب النظام السوري، إذ كان هذا التدخل حسب الكاتب ضرورياً للحفاظ على التواجد الإيراني في المنطقة، فسقوط النظام السوري سيؤدي بطبيعة الحال لسقوط حزب الله ومعه مشروع الملالي في منطقة الشرق الاوسط.

استعرض الكاتب ايضاً العلاقة المشبوهة بين إيران وتنظيم القاعدة وداعش، بالإضافة إلى مقارنة بين تنظيم داعش وحزب الله تبين وبوضوح العديد من النقاط المشتركة خصوصاً من ناحية التستر بالدين الاسلامي والاعتماد على الالة الاعلامية للترويج والاستقطاب، وبالنسبة لتمويل حزب الله فقد تطرق الكاتب لبعض أنواع وطرقه، والمتمثلة بالعديد من النشاطات التجارية الموزعة حول العالم، بالاضافة الى العمليات غير الشرعية كتبييض الاموال والتجارة بالبضائع المزورة وتجارة المخدرات والأموال المزورة .

الكاتب ومن خلال صفحات كتابه الجديد يؤكد سقوط القناع عن وجه حزب الله وبروز حقيقته، حيث كان له العديد من السقطات تمثلت على سبيل المثال احتلال بيروت في السابع من مايو من العام 2008 وبعدها التدخل في سوريا وما تلاها من تدخلات في لبحرين والسعودية، ويذكر الكاتب بان هذه الاعمال ليس بالامر الجديد بل سبق للحزب ومن خلال عناصره البارزة القيام بعدة عمليات ارهابية في الكويت والسعودية، ويشير الكاتب ان مقولة ان حزب الله هو الحزب الوحيد الذي لم يشارك بالحرب الاهلية ولم يوجه رصاصه الى الداخل هي كذب مطلق، اذ قام الحزب بحرب حقيقية ضد الاحزاب اللبنانية سقط جرائها مئات القتلى منذ نشاته رسميا في العام 1985، علما ان بعض الوقائع المستعرضة في الكتاب تؤكد وجود الحزب في لبنان منذ نجاح ثورة الخميني في ايران، وتم التمهيد للامر بتجنيد العشرات من رجال الدين في العراق وايران على يد الخميني شخصياً منذ أوائل سبعينات القرن الماضي.

الكاتب فادي وليد عاكوم صحافي لبنان مقيم بالقاهرة عمل في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية العربية، مستشار إعلامي سابق في مملكة البحرين، له مجموعة قصصية بعنوان “زينة” وكتاب عن جرائم تنظيم داعش بعنوان “داعش… الكتاب الأسود”.

لا يوجد تعليقات

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.