شارك

يذكر كاتب أميركي بحكمة البابا فرنسيس، حينما سئل عن سبب تجنبه لاستخدام تعبير الدولة الإسلامية أو التعابير التي توحي بارتباط بعض الأعمال الإرهابية بالإسلام بالرغم من أن غالب الذين يقومون بها يدعون الإسلام، فقال بحكمة، هذا مرض موجود في كل الديانات، مرض الأصولية، حتى في المسيحية لدينا قلة منهم. وبالفعل فإن التذكير بمثل هذه الأجوبة مهم، لنفصل بين فهم الظاهرة السياسية والسياق الديني.

الأصوليون بالمعنى السلبي هذا يقومون بنحت تفسيراتهم الخاصة ويبيعونها على الجماعات الحركية التي تستغلهم. علينا ألا ننسى اليوم أن داعش استخدمته جماعات إخوانية، وتجعله يقوم بهذا العنف لتبدو الجماعات الإخوانية أقل جرمًا، علينا أن ننتبه أنهما من مشكاة واحدة، ولعلي أضيف، أنهما معًا يستغلان الأصولية ذاتها، فهم جهل مركب.

أستدعي هذا، وقد كتبت الأسبوع الماضي عن تكفير الإخوان لزويل، وقبل أن يعاتبني أحد الأصدقاء على قولي إن الإخوان كانوا يودون اغتيال زويل، خرج خبر الجريمة الإخوانية الجديدة التي ارتكبها تنظيم حسم، بمحاولة اغتيال مفتي مصر السابق علي جمعة، في بيتٍ من بيوت الله.

سياسة الاغتيال التي تقوم بها هذه الجماعات هي جزء من دينها، وتفكيرها المرتبط بكل صفاقة بإلغاء الآخر، وتكميم الأفواه، وقتل كل من يروج لفكر مضاد، ومن يمكن أن يشكل مثالاً معتدلاً وإيجابيًا، حتى لا يجد الناس إلا نماذج مشوهة، فوجهوا فوهة البندقية إلى جهة علي جمعة، يريدون قتله، لأنه لا يصفق ويسبح بحمد تنظيمهم الفاشي.

بالرغم من أن جماعة حسم الإرهابية، قدمت في لغة خطابها ما يربطها بالتنظيم الإخواني، لم يقم أحد من المهتمين بدراسة الفكر التكفيري من الغربيين، بدراسة “تواصل” لغة العنف لدى الجماعة، بل قام الصحافيون المتحاملون بتعليق المسؤولية على جماعات وصفوها بالداعشية.

بعد المحاولة الفاشلة، انتشرت صور تغريدات الإخوان، بين مبتهج يقول بما فيه الحسرة أملاً أن تصيد رصاصات الغدر في المستقبل، وبين من يدعي أنها مسرحية، ولكني بقدر ما بحثت خلال كل البيانات والتعليقات لم أجد معلقًا إخوانيًا واحدًا يدين عملية الاغتيال.

حسن البنا كان بعد أن تتم الاغتيالات ويتأكد من نجاحها، يقول ببرود: “أنا لما قلت حد يخلصنا منه، ما كنتش قاصد تقتلوه”، كان يتأكد أن المعني مات وقتل، قبل أن يبرر لنفسه، حتى أن أعضاء التنظيم الخاص صاروا يحفظون هذا “الإكليشيه”، وحينما ينجو أحد من عمليات الاغتيال الإخوانية، كان يبدو حزينًا. تماماً كما فعل القرضاوي قبل فترة، حينما دعا القتلة وحرضهم على قتل البوطي في سوريا، وحينما تم اغتياله، حاول التنصل من دمه.

مثل هذه القصص تتكرر في تونس ومصر وليبيا، والعراق، والعداد لا ينتهي.اليوم يوجد عقلاء في العالم ويقومون بفهم متوازن لكثير من الأمور، ولكن استغلال الإخوان للشماعة الداعشية، واستخدامهم لها لتحقيق أهدافهم لن يحرجهم هم بل سيحرجنا كلنا. وعليه فإن المشكلة لا تحل بمحاصرة الأصولية السيئة فحسب، بل بمحاربة الفكر الإخواني الذي يتاجر بها.

4 تعليقات

  1. إللي يكذب النبي عليه الصلاة و السلام و يتألى عليه و يقول كلام مش من الدين في شيء يبقى سهل جدا يقتل و يقولك الدين بيقول الاخوان دول وباء

اترك تعليقا

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.